رفض المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء 21 مارس (آذار)، طلبات تعديل الدستور، وزعم أن “من يتحدثون عن تغيير الدستور في الداخل يكررون ما يقوله الأجانب”.
وقال علي خامنئي في كلمة ألقاها في ضريح الإمام الثامن للشيعة: أحيانًا تكون أقوال هذه “العناصر الداخلية” نابعة من إهمال وغفلة، وأحيانًا يكررونها بدوافع أخرى.
بالتزامن مع الاحتجاجات التي عمت البلاد في إيران، رداً على مقتل مهسا أميني في حجز دورية الإرشاد، دعا بعض الشخصيات المعارضة البارزة داخل البلاد وبعض الإصلاحيين إلى تغيير الدستور لتجاوز هذه الأزمة.
وأكد مير حسين موسوي، الذي ظل قيد الإقامة الجبرية منذ 13 عامًا، في بيانه يوم 4 فبراير (شباط)، أن “إنقاذ إيران” يتطلب “تحولًا جذريًا”، ودعا إلى “إجراء استفتاء حر ونزيه” بشأن ضرورة صياغة دستور جديد، وتشكيل جمعية تأسيسية في انتخابات حرة ونزيهة، وتأسيس نظام على أساس سيادة القانون.
وشدد موسوي في هذا البيان على أن الأحداث “الدموية” التي شهدتها إيران في الأشهر والسنوات الأخيرة تظهر أن “تطبيق الدستور دون تنازلات، كشعار كان مأمولا منذ 13 عاما، لم يعد فعالا ويجب اتخاذ خطوة أبعد من ذلك”.
وقد رحب بهذا البيان 350 ناشطاً سياسياً وإعلامياً معظمهم يعيشون في إيران.
وبعد نشر هذا البيان، أعلنت مصادر مقربة من مير حسين موسوي وزهرا رهنورد، فرض قيود مفاجئة على السجن المنزلي لهذين القياديين في الحركة الخضراء.
وفي جزء آخر من خطابه، زعم المرشد الإيراني أن ما يقصده الأعداء من التغيير هو تغيير الدستور وتغيير بنية النظام: “أحيانًا تعبر العناصر الداخلية عن نفس الأشياء بسبب الغفلة أو دافع خاص. إذا لم يرحب الرأي العام بفكرة ما، فلن يتم تنفيذها وبعد ذلك ستنسى”.
تأتي تصريحات المرشد في حين كان تغيير النظام برمته و”لا للجمهورية الإسلامية” من أبرز شعارات المحتجين في الاحتجاجات الجماهيرية في الأشهر الماضية .
وقد قوبلت هذه الاحتجاجات بقمع دموي وعمليات قتل واسعة النطاق لقوات الأمن وإنفاذ القانون، وفرضت الدول الغربية عقوبات واسعة على مرتكبي القمع.
وفي هذا الصدد، قال علي خامنئي، واصفًا الاحتجاجات الشعبية بـ”الاضطرابات”: “دخل كل الأعداء، وأيدها الرئيس الأميركي صراحة، كما أيد بعض رؤساء الدول الأوروبية وحكوماتهم هذه الاضطرابات صراحة”.
تأتي تصريحات المرشد في وقت دعمت فيه جميع المنظمات الحقوقية الدولية، إلى جانب نشطاء حقوقيين وشخصيات فنية وإعلامية وفكرية إيرانية بارزة، الاحتجاجات الشعبية وأدانوا القمع الدموي للاحتجاجات.
وادعى المرشد الإيراني، دون أن يشير إلى عمليات القتل الجماعي، والتقارير التي تتحدث عن اعتقال عشرات الآلاف من الأشخاص، وحالات التعذيب العديدة: “كان الهدف من أعمال الشغب إضعاف الجمهورية الإسلامية، لكن ما حدث كان عكس هدفهم وأظهر أن الجمهورية الإسلامية قوية وليست ضعيفة وأنها تغلبت على هذه المؤامرة”.
وفي جزء آخر من خطابه، ودون الإشارة إلى التنديد الواسع بالاعترافات القسرية والتقارير الكاذبة في وسائل إعلام النظام، زعم المرشد أن الأعداء يخلقون عدم الثقة تجاه وسائل الإعلام الرسمية: “يقولون لا تستمعوا للإذاعة والتلفزيون، فهي تكذب. لا تستمعوا لتقارير السلطات، فهي كاذبة.
لا تستمعوا إلى تصريحات المرشد، فهي مكررة. هل هذه الكلمات مكررة؟!”