مع هذا، فأنا سعيد جداً لاستضافة بلد عربي لمسابقة كأس العالم؛
هذه الاستفاضة، كما تبدو لي، بمثابة فاتحة جديدة على المنطقة التي صار اسمها ملتصقاً بأحداث الإرهاب والحروب والتطرف الديني والمحافظة الاجتماعية!
إنها تزيح مئات السنين من العزلة، ليس على قطر العزيزة فقط؛ وإنما، أيضاً، على بقية الدول المجاورة والعربية عامة؛
فقد آن الأوان لنكتشف، عبر كرة القدم، ثقافات شعوب أخرى، وعقائد وسلوكيات لم يكن يسمح لها بالظهور أو التعبير عن نفسها في بلداننا المعزولة ذهنياً؛
سوف نشاهد ممثلي الشعوب وهي تقدم فلكلورها الفني، رقصاتها وأغانيها ودياناتها،
وهتافاتها أيضاً،
سنبتهج برؤية الجمال موزعاً على مدرجات الملاعب وشوارع الدوحة،
برؤية أناس من كل زوايا الأرض يمارسون حرّياتهم الشخصية لأوّل مرة في دولة عربية وبدون رقيب أو منع،
هذه هي وجهة كرة القدم الحميدة، الوجهة المشرقة التي تضيئ لنا تنوّع الناس على هذه الأرض ومدى حاجتنا لأن نعيش ضمن هذا الكوكب بكل تقدير لأنفسنا ولكل من يختلف معنا؛
المجد لكرة القدم وهي تحدث كل هذا التحوّل المرجو،
وتحيّة لقطر التي اتخذت هذه الخطوة الشجاعة والمغامرة رغم كل المعوقات؛
على أمل أن نرى دورات أخرى قادمة في الرياض وأبوظبي والقاهرة والجزائر ومقديشو.