أين أصبح « مركز التيار العوني »، على تلة “نهر الكلب” الاثرية الذي وُضع « حجر أساسه » في آب ٢٠١٩، وبلغت قيمة التبرعات المرضودة له ٨،٥ مليون دولار؟
على عادة البروباغندا العونية، بتضخيم « الحدث الجلل » (!)، قيل في حينه أن المراد ليس بناء مركز لتيار سياسي، بل بناء « صرح ثقافي اجتماعي سياسي خدماتي »، وما الى هنالك من التطبيقات المستوردة- وكله لتكبير حجم التبرعات.
المقام المقترح للبناء كان على التلة الاثرية لنهر الكلب، في محاولة لاعطاء الصرح المزمع انشاؤه « بُعداً وجدانياً لبنانيا»! فعلى صخور نهر الكلب تم تخليد مناسبات وطنية تتعلق بتواريخ انسحاب الجيوش والغزاة الذين تعاقبوا على لبنان. واراد جبران باسيل، ان يحشر اسمه في خانة من سعوا الى إخراج الغزاة، وان ينسب لنفسه ولتيار عمه فضل إخراج الجيش السوري من لبنان. خصوصا بعد ان سعى الى زرع « لوحة تذكارية » لخروج الجيش السوري من لبنان،بإسمه واسم تيار عمه، الى جانب الصخور الاثرية!
بعد الإعلان، طلب باسيل تبرعات بقيمة ٦ مليون دولار اميركي لكلفة أعمال البناء.
مبرّر هذه الكلفة حسب باسيل والمقاول المكلف التنفيذ أن المقر « صديق للبيئة »، حسب ما جاء في الدراسات!
وبناءً عليه، تم جمع ٨ مليون وخمسمئة الف دولار من متبرعين يتقدمهم النائب السابق امل ابو زيد، والنائب الحالي والوزير السابق الياس بو صعب، وعشرات من المتمولين الذين تم الغدر بهم ودفعهم الى التبرع.
ولتكتمل الصورة، بدأت اعمال الحفر، وتجهيز الاساسات للبناء، في العام 2019، وفي الجيب 8,5 مليون دولار بدل « دراسات » و« كلفة اعمال بناء ».
اعمال الحفر تم استخدامها لنقل صخور وردميات من موقع البناء إلى مرفأ جونيه حيث كانت تجري اعمال صيانة وتوسعة للمرفأ. فعمد المقاول المنفّذ « داني خوري » الى بيع الصخور المستخرجة من اعمال الحفر والردميات، الى المقاول المتعهد تنفيذ اعمال مرفأ جونيه.
وبعد ان انتهت الاعمال في مرفأ جونيه وانتفت الحاجة الى المزيد من الصخور والردميات، توقفت اعمال الحفر في موقع بناء مقر التيار البرتقالي! وتبخرت اموال التبرعات والدراسات، ولم يتم سوى وضع “حجر الاساس” الذي بقي يتيما منذ وضعه في العام ٢٠١٩.
« حجر أساس » ثمين.. بقيمة ٨،٥ مليون دولار!!