الإتفاق لا يغطي نشاطات إيران التخربيبة، وأعمال « تسليح » القنبلة الذرية الإيرانية والصواريخ القادرة على نقلها!
خاص بـ« الشفاف »
قالت مصادر أوروبية موثوقة لـ« الشفاف » أنه سيتم خلال أسبوع واحد توقيع إتفاق نووي جديد « مؤقّت » مع إيران في فيينا.
وكشفت المصادر أن الإيرانيين لم يوافقوا على تدمير أجهزة الطرد المركزي « المتقدمة » التي يملكونها. كما نجح الإيرانيون في « تقليص » مراقبة « الوكالة الدولية للطاقة الذرية » في فيينا على منشآتهم!
وسيسمح لهم الإتفاق بإعادة بيع نفطهم، ورفع بعض العقوبات (وليس كلّها)، ربما بصورة تدريجية.
وأكّد المصدر أن استئناف بيع النفط لا يمنع إيران من إعادة تمويل ما يسمّى « حزب الله » وغيره من « وكلاء إيران » في العراق واليمن وسوريا وغيرها. ويُشار، هنا، إلى أن نفس المصادر الأوروبية كانت قد أكّدت قبل أشهر أن إيران سوف تقبل بتوقيع « مَلاحَق سرّية » تنص على « تسريح » وكيلها الرئيسي في المنطقة، أي « حزب الله » وغيره من « الوكلاء » ! ولكن لن يرد ذكر لهذه النقطة في الإتفاق الجديد!
ما هو مصير كميات اليورانيوم المخصّب الكبيرة التي باتت إيران تمتلكها الآن؟
أجابت المصدر أن هنالك حلّين سيتم اعتمادهما: أولاً، « تخفيف نسبة التخصيب » (dilution)، وثانياً، إرسال قسم من اليورانيوم المخصّب إلى روسيا كما كان الحال في إتفاق 2015.
ولكن المصادر الأوروبية نفسها كشفت أن الغزو الروسي المتوقع لأوكرانيا سيكون ضد مصلحة إيران لأنه سيحول دون اعتماد حلّ تخزين اليورانيوم المخصّب في روسيا.
وإذا كان الإتفاق الجديد لا يشمل نشاطات إيران التخريبية في لبنان وسوريا والعراق واليمن والخليج، فهو لن يغطي كذلك نشاطات تطوير القنبلة الذرية التي يعرف الاوربيون والأميركيون والإسرائيليون أنها ما زالت مستمرّة في مواقع « غير معلنة » في إيران.
كما لا يغطي الإتفاق الجديد جانب « تسليح » (weaponisation) القنبلة الذرية التي ستملك إيران خلال فترة قصيرة القدرة على إنتاجها. أي تطوير صواريخ قادرة على نقل قنبلة ذرية، من جهة،ـ والأهم ربما تطوير « صواعق » (Detonators) لتفجير القنبلة الذرية. ويعتفد الغربيون أن إيران حققت « تقدماً كبيراً جداً » في هذه الميدان الأخير، ولو أنهم امتنعوا عن كشف ذلك علناً!
هل كانت أكاذيب خامنئي في خطاب ألقاه قبل أيام حول رفض إيران لإنتاج سلاح ذري بمثابة « تمهيد » طلبه الأميركيون للإتفاق الجديد؟ ربما، تقول المصادر!
العرب والإسرائيليون هم الخاسر الأكبر من الإتفاق الجديد، تقول المصادر! وتعيد التذكير بأنها كانت توقّعت أن « تنفجر المنطقة » بعد توقيع « الإتفاق السيء » في العام 2015، وهو ما حدث فعلاً.
لكن « الغموض » حول نقاط « تسليح القنبلة الذرية » يمكن أن يصبّ في مصلحة إسرائيل التي لن تكون قادرة على توجيه ضربات لمنشآت التخصيب المعلنة، سوى أن شيئاً لا يمنعها نظرياً (إلا إذا ضربت إدارة بايدن على الطاولة بعنف!) من توجيه ضربات للقسم « العسكري » غير المعلّن من البرنامج النووي الإيراني! بالمقابل، لا يستطيع العرب أن يفعلوا الكثير ضد المليارات التي ستخصّصها إيران، من مداخيل نفطها، لما يسمّيهم الأميركيون « البروكسي »(proxies)، أي « العملاء »!
ردّاً على سؤال حول أسباب موافقة الغربيين على مثل هذه الإتفاق « السيء جداً »، قالت المصادر أن الرئيس بايدن كان قد تعهّد بالعودة عن قرارات الرئيس ترامب.
تآكل النظام الإيراني.. لمصلحته!
والأهم، فكل التقارير التي تصل إدارته تشير إلى أن الولايات المتحدة « قادرة على إسقاط النظام الإيراني الآن »! إذا أرادت!
وهذا، بالمناسبة، نقيض ما يزعمه محلّلون، أميركيون خصوصاً، حول « صمود إيران أمام العقوبات الأميركية القصوى! وبالعكس، فقد تسرّبت قبل شهر وثيقة أعدها النائب العام الثوري في إيران تدعو إلى « التضييق على شبكات التواصل » تمهيداً لوقفها كلياً إذا لم يتم التوصّل إلى اتفاق في فيينا. فالسلطة الإيرانية تخشى من انفجار النقمة الشعبية إذا أُغلِقَت « نافذة الأمل » الأخيرة التي تمثّلها مفاوضات فيينا.
لكن المصادر الأوروبية تضيف أن مشروع « تغيير » النظام الإيراني، الذي سيكون حتماً « مزعزعاً لاستقرار الشرق الأوسط » ليس على أجندة الرئيس بايدن!