ماذا يريد الرئيس الأسبق “سيد محمد خاتمي” أن يقول في بيانه “المُلتَسِ” الذي ينشره “الشفاف” أدناه: “انا هنا، وانا ضد عنف النظام، لكني خائف من رد فعل النظام فأقول، مضطراً، “انا ضد عنف النظام والمحتجين” معاً؟
مع تقديرنا لظروف الرئيس محمد خاتمي، فإن ما أصدره بيان تعيس.. يتهم النظام والمحتجين بالعنف، مع أن الأحداث تدلل بشكل واضح أن العنف هو من جانب النظام وبصورة كبيرة! كما أن البيان يشير إلى تأثير أطراف خارجية في الاحتجاجات، وهذا أمر معيب!
بيان خاتمي مؤشّر إلى أن النظام يلعب، الآن، ورقة بقائه أو سقوطه! أي أنه لن يتورّع عن قتله كما قتل الرئيس رفسنجاني في “البيسين”!
خاتمي و”الإصلاحيون” انتهى وجودهم منذ وقت طويل..”!!
الشفاف
*
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحادث الإرهابي الذي وقع في شيراز، وأدى إلى مقتل بعض المواطنين الأعزاء وإصابة كثيرين آخرين، أظهر كيف يمكن أن يكون العنف وحشيا ومأساويا.
وأنا إذ أدين هذا العمل الحقير والمؤلم، أسأل الله الرحمة للموتى الغالين والشفاء من الله للمصابين.
إن ما يحدث في مجتمعنا، وتعود جذوره إلى زمن بعيد في السعي نحو الحرية والحياة، يستحق الاهتمام؛ لكن لسوء الحظ فإن العنف الحاصل – من أي جانب كان – يؤذي القلوب.
إن الحياة هي الحق الأول لكل إنسان، ورفاهية الإنسان يجب أن تكون هدف ومهمة الأنظمة والحكومات. إن معيار تقييم أي نظام وأي حكومة هو أنه إلى أي حد يمكن له أن يوفر أسس رفاهية الناس.
إن مطلب الناس بأن تكون لهم حياة كريمة وآمنة وعادلة هو مطلب طبيعي، وإذا رأوا أن ظروف هذه الحياة غير متوفرة، فلهم الحق في الانتقاد وحتى الاحتجاج. لكن على أي حال، يجب أن يهدف النقد والاحتجاج أيضا إلى نفي العنف وعدم التلوث به. خاصة حينما يهتم أعداء إيران والإيرانيين بالوعود الزائفة وتشجيع العنف وتشديد العقوبات واستغلال الدماء النقية للشباب.
وبينما أعبّر عن التعازي والمواساة لكل من فقدوا أحباءهم في الحادث الإرهابي الأخير في شيراز وقبل ذلك من طهران إلى زاهدان ومازندران وكردستان وفي كل مكان في الوطن، أؤكد بأنه لا يمكن الرد على العنف بالعنف، على الرغم من ضرورة مواجهة الأشخاص العنيفين.
ومن أجل تحسين الوضع وتوفير حياة آمنة وصحية ومريحة للجميع، يجب على الحكومات أن تراعي معايير الحكم الرشيد، وأثناء الاستماع إلى صوت النقد والاحتجاج – حتى لو كان ذلك غير عادل – يجب أن توفر الأرضية لتحقيق الرضا المادي والمعنوي للشعب.
وأنا من جهتي، أظهرت الطرق التي تؤدي إلى هذه المسألة الميمونة وتضمن الأمن والحرية والاستقرار والتنمية والتقدم. نرجو أن تسمع الآذان وأن تقبل القلوب.
سيد محمد خاتمي (الرئيس الإيراني السابق)