كشف مصدر إيراني مطلع، لـ «الجريدة»، أن العميد محمد حجازي نائب قائد «فيلق القدس» اللواء إسماعيل قآني، لم يمت بنوبة قلبية، كما ذكرت السلطات أمس الأول، بل جراء تسمم بمواد مشعة، ربما تعرض لها في العراق أو سورية.
واتهم المصدر، وهو مقرب من حجازي، الإسرائيليين والأميركيين بالضلوع في تسميمه، مؤكداً أنه كان بصحة جيدة قبل رحلته الأخيرة إلى العراق وسورية منذ شهر.
وأوضح أنه بعد عودة حجازي إلى إيران، واجه أعراضاً تشبه أعراض «كوفيد 19»، لكن الاختبارات، التي أُجريت له، أكدت أنه لم يكن مصاباً بـ «كورونا».
ولفت إلى أن أعراض الإعياء كانت شديدة لدرجة أن حجازي لم يستطع أن يخرج من مكتبه في قيادة «فيلق القدس»، منذ نحو أسبوع، وكل الإجراءات الطبية لم تتمكن من تحسين وضعه، قبل أن يطرأ عليه تحسُّن مفاجئ مكّنه من الخروج، وبعد يومين فوجئ الجميع بوفاته.
وأضاف المصدر أن بعض الأطباء العسكريين شخصوا حالته على أنه قد يكون مصاباً بالسرطان، وأن الأمر يحتاج إلى فحوصات أدق، لكنه توفي قبل إتمام الفحوصات.
وذكر أن الجميع تصوروا في البداية أنه توفي إثر نوبة قلبية، أو بسبب إصابته بمشاكل صحية جراء تعرضه للأسلحة الكيماوية في الحرب الإيرانية- العراقية، لكن صباح أمس استطاع الأطباء الشرعيون، الذين فحصوه، كشف مواد مشعة في جسده، وتأكدوا من أنه تعرض لـ «اغتيال بيوكيميائي» وسُمم بمواد مشعة عبر الطعام، الذي تناوله في العراق أو سورية، أو حتى داخل إيران.
وقال إن المواد، التي تم كشفها، مشابهة لأخرى تم اتهام روسيا باستخدامها ضد معارضيها، إلا أن إصابة حجازي بالكيماوي العراقي جعلت جسمه أكثر هشاشة أمام التسمم الجديد.
وأشار إلى أن البعض ذهب إلى حد التشكك بأن الروس يمكن أن يكونوا قد سمموه، لكن معظم قادة «الحرس الثوري» متفقون على أن بصمات إسرائيل وراء الحادث، مع احتمال تعمُّدها استخدام هذا النوع من السم، الذي يستخدمه الروس عادة، لكي ترمي بالاتهام باتجاه موسكو.
وبيّن أن قيادة الأركان أصدرت تعميماً على جميع القيادات العسكرية في البلاد بعدم البحث في هذا الموضوع، وطلبت إجراء فحوصات مستعجلة لجميع القادة العسكريين في «الحرس الثوري»، خصوصا الذين سافروا للخارج، كما فتحت استخبارات «الحرس» تحقيقاً في الموضوع للكشف عن ملابساته.
ورجح المصدر عدم رغبة القيادة الإيرانية في تضخيم الحادث وإعلان أن الوفاة تمت عبر الاغتيال، في ظل ارتفاع الأصوات الشعبية والتساؤلات بشأن الاختراقات الأمنية، التي باتت تواجه طهران من الإسرائيليين يومياً، خاصة أن حجازي يعتبر شخصية عسكرية مهمة تأتي في المرتبة الثانية، بعد قائد الفيلق الراحل قاسم سليماني.
وكان المجلس الأعلى للأمن القومي أصدر تعميماً على مديري جميع وسائل الإعلام يحذرهم من مناقشة وفاة حجازي، في إطار خارج وفاته متأثراً بسبب الكيماوي العراقي.