وزير الخارجية اللبناني الجديد عمل مع بثينة شعبان بعد اغتيال الحريري
وزير الاقتصاد قريب للسفير الكويتي في واشنطن وطموحه أن يصبح رئيس وزراء
وزيران في حكومة لبنان الجديدة التي شكّلها نجيب ميقاتي تم تعيينهما بسبب العلاقات التي يتمتعان بها في العاصمة الأميركية. وسيكون المطلوب من الوزيرين العمل في واشنطن على إصلاح وتلميع صورة النائب جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، حتى يخلف باسيل عون في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.
وفي أثناء عمله مساعداً لوزير الخارجية في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، نجح دايفد شنكر في وضع باسيل على لائحة ماغنتسكي للعقوبات، معللاً الخطوة باتهامات فساد وتعاون مع تنظيمات إرهابية في ارتكاب تجاوزات ضد حقوق الانسان في لبنان.
وساعد شنكر أنه كان سبق له أن تدرّج، في مطلع حياته السياسية، في وزارة الخزانة، ما سمح له بالإلمام بالمسار القانوني المطلوب لوضع التنظيمات والأفراد على لائحة العقوبات الأميركية.
واعتبر باسيل أن وضعه على لائحة العقوبات الأميركية هو «ثمن تحالفه مع المقاومة»، أي «حزب الله» اللبناني.
وأدى وضع باسيل على لائحة العقوبات الأميركية إلى حرمانه من زيارة الولايات المتحدة أو القيام بتعاملات مصرفية في عموم العالم.
ولأن باسيل يدرك فداحة موقفه في واشنطن، يبدو أنه عمد الى توزير لبنانيين ممن يتمتعون بعلاقات أميركية يمكنها رفعه عن لائحة العقوبات وخطب ود الولايات المتحدة لتسهيل وصوله للرئاسة اللبنانية.
الوزيران اللذان اختارهما باسيل للقيام بمهمة تبييض صفحته في العاصمة الأميركية هما سفير لبنان السابق في واشنطن عبدالله بو حبيب، الذي تم تعيينه في منصب وزير خارجية، وأمين سلام، الحديث العهد في عالم السياسة والذي تم منحه وزارة الاقتصاد.
ولبو حبيب تاريخ طويل من الانخراط في نشاطات «لوبي» في العاصمة الأميركية، كان آخرها بعدما أدى اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري، في فبراير 2005، الى فرض عزلة دولية على الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه.
دفعت العزلة مستشارة الأسد بثينة شعبان الى تحريك لبنانيين موالين لدمشق، كان في طليعتهم الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، الذي دانته محكمة لبنانية بتهم نقل متفجرات بطلب من أجهزة الأسد الى لبنان بهدف تفجيرها وإثارة قلاقل.
سماحة راح يتردد على واشنطن ويبني شبكة من العاملين في الادارة وفي مراكز الأبحاث والمؤسسات الاعلامية، لكن نشاطاته أثارت حفيظة إدارة الرئيس السابق جورج بوش، فقامت بسحب تأشيرة الدخول منه وحرمانه دخول الولايات المتحدة، فما كان من شعبان إلا أن انتدبت بوحبيب لينوب عن سماحة ويبدأ رحلات تردده على العاصمة الأميركية لإقناع أصحاب القرار فيها بضرورة الانفتاح على الأسد.
واشترك بو حبيب في شبكته مع آخر سفراء الأسد في واشنطن عماد مصطفى، الذي كان يتمتع بعلاقات مع أميركيين من الحزب الديموقراطي، كان في طليعتهم السناتور ووزير الخارجية في ما بعد جون كيري، وكذلك مع روبرت مالي، مسؤول ملف ايران في ادارة الرئيس جو بايدن اليوم.
ومع اندلاع الثورة السورية في العام 2011، قام مصطفى بتهديد سوريين أميركيين تظاهروا ضد الأسد أمام البيت الأبيض بإيذاء أفراد عائلاتهم في سورية، فاعتبر «مكتب التحقيقات الفيديرالي» (أف بي آي) أن مصطفى ارتكب جرماً بتهديده مواطنين أميركيين، وتم إعلانه «شخصية غير مرغوب بها» وطرده من واشنطن، فعيّنه الأسد سفيره في بكين.
ومع حلول العام 2009 ووصول أوباما الى الحكم، أثمرت جهود بوحبيب ومصطفى، فتبنى كيري وأوباما سياسة «الانخراط مع الأسد»، وكان جزء من السياسة يعتبر أنه يمكن الركون الى الأسد كوسيط للتفاوض مع ايران، لكن الثورة السورية بعد عامين عطّلت الخطة الأميركية.
هذه المرة، سيلجأ بو حبيب الى تفعيل شبكته الأميركية، بما في ذلك من أنصار عون وفي طليعتهم السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى، الناشط العوني الذي يعاني من عزلة ومقاطعة أميركية ودولية له.
ولتعزيز قدرات بو حبيب، يبدو أن باسيل قرّر توزير أمين سلام، الذي تجمعه علاقة قربي بسفير الكويت في واشنطن الشيخ سالم عبدالله الصباح (والدته لبنانية من عائلة مرعبي من شمال لبنان).
وسبق لسلام أن تعيّن في كبرى شركات المحاماة في العاصمة الأميركية، لكنه لم ينجح في ترك أي انطباع سياسي على الدوائر الأميركية واللبنانية الأميركية المعنية بشؤون الشرق الأوسط في واشنطن.
ويفخر سلام بقرابته للسفير الكويتي ويسعى دائماً الى الاستفادة من العلاقات السياسية والاجتماعية في واشنطن مع مسؤولين أميركيين، حيث شارك وتواجد في أكثر من مناسبة عشاء أو احتفالات صداقة أو مناسبات عامة يحضرها مسؤولون من الإدارة الأميركية من الحزبين.
ويبدو أن المقصود من توزير سلام هو الإفادة من علاقاته وعلاقات المقربين منه لتبييض صفحة باسيل وشق الطريق أمام وصوله الى الرئاسة في لبنان، وهو مجهود – إن نجح – سيفتح الباب بدوره أمام قيام باسيل بوضع سلام على لائحة المرشحين لرئاسة الحكومة مستقبلاً.
مراقبون في واشنطن يعتبرون أنه بقدر ما أراد الرئيس ميقاتي تشكيل حكومة إصلاح وإنقاذ وطني للإفادة من المساعدات الدولية والخروج من الأزمة «بقدر ما شكّل حكومة لتبييض صفحة باسيل في واشنطن وتمهيد الطريق أمام وصوله الى الرئاسة العام المقبل.
لبنان في مأزق فيما يواصل سياسيوه العمل على المنوال الشخصاني نفسه الذي أوصل البلاد الى ما هي عليه».