فارق كبير بين الطاجيكي النبيل الذي ينطق بـ« الفارسية »( لأنها لغة شعبه) ويرفع راية الدفاع عن وطنه ضد فاشية الملات، وبين مدّعي مقاومة « يلكُن بالإيرانية » في ضاحية بيروت ويفاخر ببيع وطنه لـ«ملا » إيراني! مثلَ الفارق بين المُلهِم «جوزيبي غاريبالدي » و« بابلو إسكوبار »!
*
تقارير من وادي بانشير وتصريحات سياسية تؤكد عدم سيطرة طالبان على كل الأراضي الأفغانية وتحديدا وادي بانشير شمال شرق كابول، حيث طالب نجل القائد أحمد شاه مسعود بتحويله إلى مركز لمقاومة طالبان.
طالب أحمد مسعود نجل القائد أحمد شاه مسعود الذي اغتاله تنظيم القاعدةفي 2001 في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست بدعم أميركي بالأسلحة والذخائر للميليشيا التي يقودها في أفغانستان من أجل مقاومة طالبان التي استعادت السلطة في كابول.
وقال أحمد مسعود “ما زال بإمكان أمريكا أن تكوّن ترسانة كبيرة للديموقراطية” عبر دعم مقاتليه المجاهدين” الذين “أصبحوا مستعدين مرة أخرى لمواجهة طالبان”. وكان والده أحمد شاه مسعود من عناصر المقاومة ضد السوفيت كما قاتل طالبان قبل أن تغتاله القاعدة. وقد اعتُبر بطلا قوميا بموجب مرسوم رئاسي في عام 2019، وإن كانت قوات “أسد بانشير” قد تركت ذكريات متضاربة لدى سكان كابول الذين علقوا مطلع تسعينات القرن الماضي في القتال بين “المجاهدين” المتنافسين.
ونشر أحمد مسعود الذي يقود حزبا سياسيا اسمه “جبهة المقاومة” الإثنين عموداً في المجلة الفرنسية “لا ريغل دو جو” ، دعا فيه الأفغان إلى الانضمام إليه في “معقلنا في بانشير وهي آخر منطقة حرة في بلدنا المحتضر”.
وفي مقاله في صحيفة واشنطن بوست، قال أحمد مسعود إن جنود الجيش الأفغاني “الغاضبين من استسلام قادتهم” وكذلك بعض أعضاء القوات الخاصة الأفغانية، انتقلوا إلى بانشير. وتُظهر لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي نائب الرئيس السابق أمر الله صالح وأحمد مسعود معا في وادي بانشير، وهما يؤسسان كما يبدو لتمردٍ على النظام الجديد.
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس (19 آب/أغسطس 2021) إن المقاومة ضد طالبان تتركز في بانشير مع صالح ومسعود، داعيا إلى إجراء محادثات من أجل تشكيل “حكومة تمثيلية” في أفغانستان.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو إن “طالبان لا تسيطر على كل الأراضي الأفغانية. تصل معلومات عن الوضع في وادي بانشير”، حيث تتمركز قوات المقاومة التابعة لنائب الرئيس (أمر الله) صالح وأحمد مسعود”.
ولم تتمكن طالبان يوما من السيطرة على وادي بانشير الذي يصعب الوصول إليه. وقال أحمد مسعود “لكننا بحاجة إلى مزيد من الأسلحة والذخيرة ومزيدا من المعدات”، مؤكدا أن طالبان تشكل تهديدا خارج البلاد أيضا. وتابع أن “أفغانستان ستصبح تحت سيطرة طالبان بدون شك، قاعدة للإرهاب الإسلامي الراديكالي وستُحاك من هنا مؤامرات ضد الديموقراطيات مرة أخرى”.
ومنذ عودتها إلى السلطة الأحد بعد عشرين عاما على طردها من الحكم في عام 2001 من قبل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر، عرضت طالبان مخزونات من الأسلحة والمعدات التي تم الاستيلاء عليها من القوات الأفغانية معظمها جاء من الولايات المتحدة. وطلب أحمد مسعود من واشنطن مواصلة دعم “قضية الحرية” وعدم التخلي عن أفغانستان لطالبان، مؤكدا “أنتم أملنا الأخير”.