(الصورة: “شيعة شيعة”…! هل شاهد نصرالله اللاعبين الإيرانيين، وأولادهم، “صامتين”، و”غاضبين” أثناء النشيد الوطني “الملاتي” في قطر؟)
*
هكذا هي!
نعم هذه حالة حزب الإحتلال الإيراني الذي يسمّي نفسه “حزب الله” و هو لا يملك رخصة حزب و لا يمُتّ إلى الله عزّ و جلّ بأية صفة.
هو هكذا مع أمينه العام الذي اكتسب لقبا وإسما جديدا في الشارع المعارض الذي يضم الثورة والمعارضين والسياديين الذين أصبحوا عملة نادرة: فهم يسمّونه في كلّ تحرّكاتهم “الأمونيوم العام، السيء حزن نيترالله”! وهذه التسمية اكتسبها يوم ٨/٨/٢٠٢٠ بعد ٤ أيّام على تفجير المرفأ و دمار نصف العاصمة ومقتل خيرة اللبنانيين؛ يومها تم تعليق مشانق تحمل مُجَسّمه.
هو ذلك الإحتلال الذي أوهم البعض أنّه يتحكّم بالبلد ويأتي برؤساء، كما قال نوّاف الموسوي يوماً قبل أن يخالف القانون ويهجم على أحد المخافر و يطلق النار ويذهب بلا عقاب.
هو نفسه الإحتلال الذي يخرج منه وفيق صفا ليدخل إلى العدلية و يهدد القضاء والقضاة و يمضي من دون محاسبة.
هو نفسه الذي هدد الإسرائيلي إذا أتى عامودياً سيذهب حتماً أفقياً، في حين أنً الذي يقرّ فيه “نيترالله” يوم أطلّ عبر التلفزيون في أيلول ٢٠٢٢ هو أنه يسير بمفاوضات معه (إسرائيل).
طبعاً سيعملون على إخفاء التاريخ من خلال محو الفيديو او هذا الجزء منه كما فعلوا سابقاً مع فيديو متلفز خلال حرب ٢٠٠٦ في شهر آب، حين ظهر نصر الله ليقول و يطلب من كل الذين يريدون مساعدته وحزبه أن يأتوا لهم بـ”وقف إطلاق النّار”. صحيح أنّه ممكن لأيّ كان محو أي معلومة مدوّنة أو مسجّلة لكن لا يمكن لأحد أن يمحي ذاكرة جماعيّة.
نفس الغش استعمله بعد ذلك المطالبة بوقف إطلاق النار ليظهر ويعلن نصراً واهماً من دون تحقيق أي خسارة فعلية عند العدو، فالخسائر تكبّدناها نحن ولبنان، بشرياً و مادياً و معنوياً فقط لأنّنا نأويه.
يروي شهود عيان رافقوا المرحلة أن الوسيط حينها بين هذا الحزب وبين فؤاد السنيورة رئيس حكومة لبنان حينها كان الشهيد الذين اغتالوه لاحقاً “وسام الحسن” والذي كان يربط بين وفيق صفا ممثلاً جماعته و بين رئيس الحكومة. و بالحرف الواحد قال وقتها بعد ما شكروه على مساعيه “طيب خففوا قواص علَيّ”! ليتعرض للإغتيال شهر تشرين الأوّل ٢٠١٢ بنفس طريقة التي اغتيل بها الرئيس رفيق الحريري في شباط ٢٠٠٥.
وقتلة الحريري وكل ثورة الأرز معروفون حسب أعلى مرجع دوَلي في العالم وهو المحكمة الدوَليّة في لاهاي.
هو الاحتلال الذي حمل شعار “نحمي ونبني”، ويوهم الجميع بأنّهُ يحمي بيئته التي تئن فقراً وجوعاً وعوزاً، كما كل اللبنايين.
هو بالفعل يحمي نظام الكيماوي في سوريا و ظام خامنئي القمعي في بلاد الفرس التي أُخضعت لولاية الفقيه.
إيران ولبنان هما بلدان يتمنيان أن يعود بهما الزمن خمسين عاماً إلى الوراء… لبنان المحتل من حزب الاحتلال الإيراني وإيران المحتلّة من ولاية الفقيه و التي ترزح تحت الطغيان!
قبل خمسين سنة مضت كان البلدان ينعمان بأعلى مستويات التقدم و التطوّر في المنطقة. فكانا بلدا الحريات والمؤتمرات و السياحة والانفتاح والعلم و اللغات والحضارات الأقدم و الطبابة الأكثر تطوّراً وميّزات عدّة يفتقر إليها شعبهما القابع تحت الاحتلال بدءا من أدنى حقوق الإنسان من مأكل و مشرب وطبابة وحق التعليم وشبكات أمان إجتماعي، إلى أسماها و هي الحريات. والشاهد الأكبر هو قمع الاحتجاجات و ازدياد الاغتيالات.
هذا الاحتلال يطالب اليوم برئيس يحميه، بعد أن أوهمنا أن توازن الرعب هو في مسيّراته التي رسّمت الحدود. وفي تهديداته التي أربكت العدو. وفي صواريخه التي يدعي انها تهدد العدو ويخشاها الأخير يومياً.
هو نفسه يخاف من رئيس ينفذ الدستور والشرعيات العربيّة والدولية ويطالب بتطبيق فوري لقرارات الأمم المتحدة!
هو يعترف اليوم بضعف بعد ان تباهى بقوّة قبل أيّامٍ قليلة.
كان قوياً عندما وقّع لبنان الترسيم في ٢٩ تشرين الأوّل وفي منتصف تشرين الثاني صار يريد حمايةً لظهره.
حتماً إنّه الدجل السياسي الهوليوودي في أوضح تجليّاتهِ!!!
اليوم يريد حزب الاحتلال الإيراني فرض رئيس للبلاد ويقولها للوطنيين بلغة “تعالوا إلى التسوية” على مبدأ: “من يفيدني يفيدك ومن يفيدك لا يفيدني”. بكلام آخر ، هو يريد رئيساً على قياسه و دمية يحركها بيده، كما الأسبق.
هو يعرف أن عامل الوقت يؤذينا فلا يعاني منه ولا يجعله أولويّة حقيقية مع انه يطلق أشعاراً و بيانات تجعلنا لوهلة نصدّق أنّه في سباق مع الزمن.
يترقّب وينتظر اللحظة المناسبة بعد أن ينازع منافسوه لينقض على البلد بالسياسة و الضغوطات كما فعل سنة ٢٠١٦ أو إذا اقتضى الأمر ببعض الاغتيالات ليسرّع وتيرة الوقت لصالحه إذا ارتأى أنّ موازين الظروف الإقليمية بدأت تميل للجهة المقابلة فيرغم الآخرين بـ”مبدأ “اليوم مع أي رئيس” أفضل من “الغد بدون رئيس” وتحت ضغط التصفيات الجسديّة.
موازين القوى و تقلبات المنطقة اليوم و خاصةً في إيران ليست لمصلحته مع ما يحدث من ثورات على الإحتلال الداخلي المتمثل بولاية الفقيه.
إن من يحمي و يبني فعلياً يحمي الحاضر المشرق بنسمات تفاؤل ويبني المستقبل المليء بالآمال. كيف بالحري إذا كان هذا الحاضر مأساويت وجهنميا والمستقبل مسروقا كما أحلامنا و مسدود الأفق كرؤية مسؤولينا المولَجين بالبلد.
الحزب اليوم انتقل من مرحلة “نحمي و نبني” إلى مرحلة “نبكي ونهوي”! فهو يبكي على سقوط قناع الوهم الذي لطالما باعه لجمهوره، ويهوي هويداً مع إيران المتهاوية خلف حجاب “مهسا أميني ورفاقها” و وراء عمامات الطغاة المتطايرة.
لا يبقى على اللبنانيين إلّا التشبّه بالشعب الإيراني الثائر و المنتفض على إحتلال الفقيه لبلاده. فواقع “الإحتلال الإيراني” ليس عنواناً فضفاضاً بل مفصل تاريخي يفرز الوطنيين الذين أختاروا أن يموتوا واقفين وأصحاب المصالح السياسيين الذين اختاروا العيش زاحفين.