هل ذلك من “ارتدادات” الاتفاق السعودي الإيراني؟
يبدو أن من نتائج تغيير سياسات طهران الخارجية بعد الاتفاق السعودي الايراني، قيام السلطات الإيرانية، وبضغط من الحكومة الآذرية، باعتقال قيادات من تنظيم “حسينيون” الآذري، وهو تنظيم شيعي مسلح أعضاؤه من آذربيجان ويعمل ضد الحكومة الآذرية بدعم من الجمهورية الإسلامية.
فقد تم مؤخرا اعتقال 2 من قيادات التنظيم في مدينة “قم”: وهما “أورخان محمدوف” و”توحيد إبراهيم بيغلي”، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أصوات بعض النواب المتشددين في مجلس الشورى الإيراني، كالنائب أحمد نادري الذي احتج على عملية الاعتقال، وأكد أهمية دعم التنظيم بعد أن اتهم باكو بأنها أصبحت أداة إسرائيلية ضد إيران. وحسب بعض المصادر فإن “بيغلي” هو مؤسس التنظيم. ويطالب “حسينيون” بإسقاط النظام العلماني في آذربيجان وإنشاء دولة إسلامية.
يذكر أن آذربيجان تقطنها أغلبية تركية شيعية ولها امتدادات بين 25 مليونا من الأتراك الأذربيجانيين في إيران، ينظرون إلى .جمهورية آذربيجان كامتداد قومي لهم. وثمة تنظيمات تابعة لهم تدعو إلى الانفصال عن إيران وتشكيل دولة موحدة مع آذربيجان الشمالية وهو الاسم الذي يطلقونه على جمهورية آذربيجان.
وحاولت إيران مرارا الضرب على الوتر الطائفي الشيعي بين الآذريين، وما كان إنشاء تنظيم “حسينيون” إلا محاولة للتأثير على الشارع الآذري في حالة تدهور العلاقات الإيرانية مع آذربيجان. لكن يبدو أن تطورات الإتفاق السعودي الإيراني أثّرت على مجمل سياسات إيران الخارجية، ما جعل طهران تختار سياسة التهدئة مع جيرانها، ومن ضمن ذلك تهدئة العلاقات الملتهبة مع باكو.
يطلق تنظيم “حسينيون” على نفسه اسم “حركة المقاومة الإسلامية الآذربيجانية”، وهناك شبه كبير بين علمه وأعلام الحرس الثوري وحزب الله لبنان وسائر المليشيات الموالية لإيران.
مؤسس المجموعة “توحيد إبراهيم بيغلي”، هو من أشد منتقدي نظام الرئيس الآذربيجاني إلهام علييف.
لا توجد الكثير من التفاصيل حول هيكلية المجموعة وخططها وقيادتها، ولكن نظرا لكون المجموعة مسلحة فإن وجودها يشكل خطرا على المدى الطويل لجمهورية آذربيجان.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الخطر المحتمل قد يمتد إلى الأذربيجانيين الشيعة المقيمين في روسيا والقوقاز وتركيا وأوروبا، خاصة وأن جهات آذربيجانية حكومية تتهم المجموعة بإجراء اتصالات مكثفة مع الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية.
يذكر أن الآذربيجانيين الذين شاركوا في الحرب السورية من خلال “حسينيون” تم اعتقالهم بعد العودة إلى بلادهم، ومن بينهم “المير زاهدوف”، وهو أحد عناصر “حسينيون” المتواجد في سوريا، وأرسل إلى سجن شكي عام 2021.
وتتهم آذربيجان “بيغلي” بممارسة جهود حثيثة وآراء متطرفة ضد حكومة آذربيجان، حيث سبق أن اعتقلته الشرطة الآذربيجانية خلال مسيرة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية في باكو.
وفي عام 2020، تم العثور على مقر إقامة “فالق ولي أوف”، من أعضاء “حسينيون” على الأراضي الروسية، وتم تسليمه إلى آذربيجان في 17 أغسطس. ووجهت إليه تهمة الانتماء إلى “جماعة إجرامية”، و”التدريب العسكري خارج جمهورية آذربيجان لأغراض إرهابية” و”المشاركة في أنشطة جماعات مسلحة خارج قوانين جمهورية آذربيجان”، وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات من قبل محكمة الجرائم الخطيرة في كنجة.
وتصف وسائل الإعلام الآذرية “حسينيون” وزعيمها بالخضوع لإدارة وإرادة الحرس الثوري الإيراني وكقوة مسلحة مكونة من مواطنين آذربيجانيين ومتدربين في سوريا يتمتعون بدعم الحرس الثوري الإيراني.