تبنى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي “داعش” مساء الأربعاء العملية المسلحة التي استهدفت زوّار مرقد “شاه جراغ” ابن الإمام الشيعي السابع موسى الكاظم في مدينة شيراز عاصمة محافظة فارس جنوب إيران وأوقعت عشرات القتلى والجرحى.
وقال مراقبون إن العملية قد لا تكون بعيدة عن خطط النظام الإيراني في التعاون مع التنظيمات الإرهابية بغية وقف زخم انتفاضة الشعب الإيراني.
وقال مراقب رفض الإفصاح عن اسمه لـ”شفاف” إن العملية تبدو وكأنها جزء من تنسيق أمني بين “داعش” والنظام في طهران، وأن أحد أهداف هذا التنسيق قد يكون التأثير على التصاعد الذي تحظى به الانتفاضة ضد النظام.
ومن جانب آخر قال هذا المراقب لـ”شفاف” إن العملية قد تخدم تنظيم الدولة في استرداد بعض سمعته المفقودة بعد الضربات الكثيرة التي تعرض لها، خاصة في سوريا وفي العراق.
وأضاف كذلك أن العملية قد تكون مقدمة للنظام الإيراني لتشديد الأمن في مختلف المدن وخاصة في طهران وشيراز وإصفهان ومشهد وسنندج وزاهدان بغية عرقلة تصاعد الانتفاضة، بمبرر مواجهة التهديدات التي يشكلها تنظيم الدولة الإسلامية بعد عملية شيراز.
يبقى الإحتمال الثاني وهو “تصدير الأزمة”، مثلما فعل “الحرس الثوري” حينما قصفَ المناطق الكردية في العراق خلال الأسابيع الماضية لشق الإنتفاضة بين “كرد” و”فرس”! خصوصاً إن الزعم بأن المهاجم “بحريني الجنسية” يلفت النظر!
وكان المحلّل الإيراني كريم سجادبور قد حذر قبل 6 أيام على صفحته في “تويتر” من امكانية توجيه ضربة إيرانية ثانية (بعد ضربة أرامكو) للسعودية لأنها تموّل تلفزيون “إيران إنترناشينال” الذي يلقى إقبالاً واسعاً داخل إيران!
وذكر التنظيم الإرهابي أن العملية “أسفرت عن مقتل وإصابة 40 شخصاً”. وقالت وكالة “أعماق” التابعة لداعش، إن أحد عناصر التنظيم “نفذ الهجوم مستهدفا عددا من عناصر الشرطة الإيرانية وحراس المرقد (…) ثم تجمعات الشيعة داخل المرقد (…)، ما أسفر عن مقتل نحو 20 وإصابة عشرات آخرين”.
وقال مساعد الشؤون السياسية والأمنية والاجتماعية بمحافظة فارس إسماعيل محبي بور إن منفذ العملية “بحرینی الجنسیة” (!!) ويبلغ من العمر ثلاثين عاما.
وأضاف أن المنفذ نفذ عمليته بشكل فردي حيث أطلق نحو ستين رصاصة بشكل عشوائي على المتواجدين داخل المرقد.
وكانت وسائل إعلام إيرانية أفادت بأن منفذي العملية كانوا 3 أشخاص ألقي القبض على اثنين منهم!!
وأشارت وكالة “نورنيوز” المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني إلى أن المهاجمين يحملون “جنسيات غير إيرانية”.
*
هجمات الشيشان المزعومة في 1999: 300 قتيل.. وبوتين في السلطة!
يلفت النظر أن المتحدثة بإسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، قالت اليوم أن البيت الأبيض “قلق حيال إمكان تقديم موسكو نصحا لإيران حول أفضل وسيلة للتعامل مع الاحتجاجات، مستفيدة (…) من الخبرة الواسعة في قمع” المعارضين!
ومع أن البيت الأبيض لم يعطِ تفاصيل، فإن توقيت هجوم “شيراز” المزعوم، وبرودة دم المنفّذ الذي يبدو في الفيديو المرفق كـ”ممثل سينمائي” تثير تساؤلات!
وكانت مبانٍ سكنية في عدة مدن روسية بينها موسكو قد شهدت هجمات سقط فيها 300 قتيل في سبتمبر 1999. ويعتقد كثيرون حتى الآن أن أجهزة الأمن الروسية نفّذت الهجمات تمهيداً لحرب الشيشان الثانية التي رفعت شعبية بوتين وأوصلته إلى قمة السلطة. وكان من غرائب التفجيرات الروسية أن رئيس “الدوما” (البرلمان) الروسي أعلن من منصة البرلمان أنه “تلقى للتو” تقريراً عن وقوع عملية تفجير في مدينة “فولغودونسك”! والواقع أنه كان على حق، سوى أن العملية وقعت بعد ٣ أيام من إعلانه عنها!!