جبهة الإصلاح الإيرانية: طالما أن تمسّكنا بالصين وروسيا ناتج عن الضرورة، فلا يمكننا أن نتوقع انفتاحًا مثمرًا لهذه العلاقات.
المشكلة في بيان “جبهة الإصلاح” التي يقودها الرئيس الأسبق محمد خاتمي هو أنه متأخر كثيراً عن المستوى الذي بلغته حركة الإحتجاج الهائلة التي تجتاح إيران منذ شهر سبتمبر. ويبدو بيان الرئيس خاتمي كبيان “نُصح” للسلطة الحاكمة التي لا يوجّه له أي انتقاد علني! هل يعرض محمد خاتمي “وساطته” مع الشعب على سلطة خامنئي؟
طبعاً، مناسبة بيان “جبهة الإصلاح” هو البيان الصادر عن زيارة الرئيس الصيني للسعودية، والذي دعا إلى الحوار حول الجزر الإماراتية الثلات التي تحتلها إيران منذ عهد الشاه، وتعتبرها جزءا مقدساً من أرضها.
وحسب بعض القراءات، النظام لم يلتفت لمطالب الاصلاحيين. وكانوا طالبوا النظام بعدم تنفيذ الاعدامات، لكن النظام لم يلتفت لهم. لذلك خرج هذا البيان الذي يشتم منه بأنه شديد اللهجة قليلا ردا على تجاهل النظام لجميع مطالب الاصلاحيين..
جاء في بيان جبهة الإصلاح الإيرانية أن:
*تصريحات الرئيس الصيني هي إحدى أسوأ الظواهر وأكثرها إذلالا، وتدل على إمكانية تأذي السلطة الوطنية الإيرانية من السياسة الخارجية المنهارة للبلاد.
*لما يقرب من عقدين من الزمن إيران تشعر بالقلق من تدخل الدول الغربية في مجال حقوق الإنسان في الشؤون الداخلية لها وتتطلع إلى تحالف استراتيجي مع دولتين سلطويتين هما الصين و روسيا.
*أظهر تصرف رئيس الصين بوضوح أن هذا البلد قد يبيع إيران كاميرات متقدمة لتشخيص الوجوه وأسلحة مكافحة الشغب، لكنه لن يتجاهل أبدًا فرصة الأزمات الإيرانية الداخلية والخارجية للحصول على امتيازات تجارية واقتصادية من منافسي إيران الإقليميين.
*التضامن والترابط بين الأمة والحكومة في إيران كان دائمًا ولا يزال الركيزة الأساسية لسلطة جمهورية إيران الإسلامية.
*النظام يحتاج إلى تضامن وطني لحماية السلطة الوطنية الإيرانية، ولمنع كوارث أخرى مثل الإذلال القومي. في مواجهة مواقف الصين المؤسفة في الخليج يجب أولاً حل أزماته الداخلية من خلال تلبية مطالب الشعب الإيراني.
*إذا استمر الصراع الداخلي وقمع الشعب الإيراني، فلن يبقى شيء من سلطة إيران الوطنية في العالم، وحتى النظام الاستبدادي للشعب الصيني لن يحترم النظام الذي فقد دعم شعبه الموحد.
*المواقف الواضحة والمتكررة للصين تشير إلى أن هذا البلد سيوافق على تعاون اقتصادي استراتيجي كبير مع إيران إذا حلت إيران صراعاتها العالمية والإقليمية بسياسة خارجية حكيمة وأصبحت دولة عالمية قوية.
الشرط المسبق الثاني للصين بعد حل النزاعات الداخلية هو حل صراعات إيران مع أميركا وأوروبا والمنطقة.