واشنطن (رويترز) – وسعت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء عقوباتها على لبنان بأن أضافت وزيرين سابقين إلى القائمة السوداء واتهمتهما بتقديم دعم مادي ومالي لجماعة حزب الله، وحذرت من أنها بصدد اتخاذ مزيد من الإجراءات التي تستهدف الجماعة المدعومة من إيران.
وقال مسؤولون أمريكيون أيضا إن واشنطن تنسق مع فرنسا بشأن لبنان لكنهم انتقدوا اجتماع الرئيس إيمانويل ماكرون مع ساسة لبنانيين أحدهم عضو في جماعة حزب الله التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها أدرجت وزير الأشغال العامة والنقل السابق يعلى في القائمة السوداء لضلوعهما في الفساد واستغلال سلطتهما السياسية لتحقيق مكاسب مالية.
وقال ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى في مؤتمر صحفي بالهاتف “كان فنيانوس وخليل ضالعين في إسداء خدمات سياسية واقتصادية إلى حزب الله وضالعين في فساد جعل عمل حزب الله في لبنان ممكنا“.
وأضاف “يجب أن تكون هذه رسالة ليس فحسب لمن يتعاون مع حزب الله ومن يمكنونه ولكن أيضا لزعماء لبنان السياسيين”.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال في أغسطس آب إن بعض المسؤولين الأمريكيين كانوا يريدون إدراج جبران باسيل صهر الرئيس اللبناني ميشال عون ووزير الخارجية السابق الذي يقود أكبر كتلة سياسية في نظام المحاصصة الطائفية على القائمة السوداء.
ورفض شينكر ومسؤولون حكوميون أمريكيون كبار التعليق عند سؤالهم عما إذا كان باسيل ورياض سلامة، محافظ مصرف لبنان (البنك المركزي)، التاليين على قائمة العقوبات.
وبعد 15 عاما من اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري صارت جماعة حزب الله المدججة بالسلاح القوة المهيمنة في دولة تنهار الآن تحت وطأة سلسلة من الأزمات المدمرة.
وتجمد هذه الخطوة أي أرصدة يمكن أن تكون للوزيرين المدرجين على القائمة السوداء في الولايات المتحدة، وتمنع الأمريكيين بشكل عام من التعامل معهما. وقالت وزارة الخزانة إن الجهات التي تشارك في تعاملات معينة مع المسؤولين السابقين تخاطر أيضا بالوقوع تحت طائلة العقوبات.
وأودى انفجار وقع في مرفأ بيروت في أغسطس آب بحياة نحو 190 وإصابة 6000 آخرين ودمر أجزاء من المدينة المطلة على البحر المتوسط وزاد من حدة أزمة مالية تمر بها البلاد.
وقالت السلطات إن الانفجار نجم عن تخزين نحو 2750 طنا من نترات الأمونيا في ظروف غير آمنة في مستودع بالمرفأ منذ سنوات.
واتهمت واشنطن فنيانوس بالحصول على “مئات الآلاف من الدولارات” من حزب الله مقابل مزايا سياسية، وقالت إن وزير الأشغال العامة والنقل السابق كان من بين المسؤولين الذين استخدمهم حزب الله في الحصول على أموال من الميزانيات الحكومية من خلال ضمان فوز الشركات التي يملكها حزب الله بعقود حكومية.
وقالت وزارة الخزانة أيضا إن فنيانوس ساعد حزب الله في الاطلاع على وثائق قانونية حساسة لها صلة بالمحكمة الخاصة بلبنان وعمل وسيطا لحزب الله وحلفائه السياسيين.
وقالت وزارة الخزانة إن علي حسن خليل الذي كان وزيرا للمالية حتى العام الجاري كان أحد المسؤولين الذين أقام حزب الله علاقة خاصة معهم من أجل كسب المال واتهمته بالعمل لنقل أموال بطريقة تتفادى العقوبات الأمريكية.
وقالت واشنطن إن خليل استغل منصبه الوزاري لتخفيف العقوبات عن حزب لله وإنه كان يطلب عمولة شخصية يتم دفعها له مباشرة من العقود الحكومية.