أثار خبر حزين عن وفاة عروس قبل زفافها بليلة، استياء الشارع الكويتي وغضبه، بعد أن انتشرت أخبار أن سبب وفاة الفتاة الشابة هو استهلاكها لحبوب تخسيس كانت روجت لها فاشينستا على موقع الانستغرام.
لا أريد الحديث عن الفاشينستا لكون الأمر أصبح في يد القضاء، ووحده الذي يقرر إن كانت مذنبة أم لا، رغم انها صرحت أن الدواء مرخص من قبل وزارة الصحة ويباع في الصيدليات، وهي نفسها تستخدمه، ولا أريد أن أتحدث عن فلتان قضية المكملات الغذائية والأدوية التي يجري الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي رغم كل التحذيرات من قبل وزارة الصحة،
ما أريد الحديث عنه هو المتابعون أو كما يسمونهم بالإنكليزية «الفولورز».
الفولورز أو المتابعون الذين جعلوا من اللا أحد أحدا، ومن الجاهل مثقفا ومن الأحمق مشهورا هم من يجب ان يلاموا. فالفاشينستات والفاشينستون (مذكرها) لا يمكن ان يُعتب عليهم ما دام عملهم ضمن القانون (إن كان هناك قانون). هم بذكاء استغلوا غباء أو جهل أو انبهار بعض المتابعين بالهالة التي رسموها لأنفسهم، ليسوقوا عليهم منتجات ويقبضوا مقابلها، بينما ينتهي بعض المتابعين في المستشفيات والبعض الآخر في مكان أبعد، وفي الأثناء يحصي أولئك ملايينهم التي قبضوها من صحة الأبرياء.
تخيل أن أكون ماشية في الشارع وألتقي بك وأنت لا تعرفني ولا أعرفك، وأقول لك: أنا عندي علاج للسمنة يجعلك تنحف 5 كيلوات في شهر، اذهب واشتره من الصيدلية وقل ان دلع هي التي بعثتك (حتى أضمن نسبتي من البيع).. هل ستذهب وتشتري الدواء؟ هل ستصدق كلامي؟ من انا بالنسبة لك؟ هل تعرفني، أم ان مجرد ظهوري على مواقع التواصل يجعلك تثق بي وتصدقني؟ من أنا لأنصحك بدواء او علاج من دون استشارة أو متابعة من طبيب؟ وما دراستي ومؤهلاتي العلمية حتى تقتنع بكلامي؟ وما خبرتي التي جعلتك تصدق نصيحتي؟ هل تسأل نفسك هذه الأسئلة قبل الانجرار وراء فاشينستا تضحك عليك وتبيعك الوهم وأحيانا المرض أو الموت؟
هذا بالضبط ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي أصبحت «حارة كل مين ايدو الو». أي شخص مشهور تتصل به شركة وتطلب منه الترويج لمنتجها هذا دون الإعلان أنها دعاية مدفوعة الثمن، فيقوم المشهور بالتسويق للمنتج والادعاء بأنه يستعمله شخصيا، فيركض خلفه آلاف المتابعين ليحذوا حذوه دون سؤال أو استفسار أو التحقق من مصداقية الشخص ولا المنتج. ودعونا لا ننس الفاشينستا التي روجت لمنتج بكل شدة وجهد ونصحت متابعيها بشرائه وعندما اختلفت مع الشركة المنتجة عادت لتقول انه منتج سيئ ولا تنصح الناس به.
كيف تصدقون هؤلاء؟ وكيف تثقون بهم؟ ألم تتعلموا بعد من كل المصائب التي حصلت من ورائهم؟ ألم تتعلموا الدرس؟ كفّوا… ولا تجعلوا من الحمقى مشاهير بينما تجعلون من أنفسكم ضحايا.
dalaaalmoufti@
D.moufti@gmail.com