من المشروع ونحن نتابع انتفاضة الشعب الإيراني ضد القمع والإكراه السياسي والاجتماعي على النساء والرجال، أن نسأل مؤيدي هذا النظام، وأنصار الولي الفقيه والمدافعين عن «الجمهورية الإسلامية» سؤالاً بدهياً بعد مرور 43 سنة على ظهور هذا النظام: لماذا تعيش الدول الخليجية بهذا المستوى المعيشي المتقدم، وبخاصة مثلاً الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، في حين يعاني الشعب الإيراني كل هذا الفقر والمعاناة؟
لماذا حقاً يعاني الإيرانيون بعد ثورة عارمة أعطتهم كل وعود الرفاهية، هذا البؤس والمستوى المعيشي المتدني، في حين تغوص عملتهم «التومان»، حتى الدولار يساوي أكثر من ثلاثين ألف تومان، والدينار الكويتي نحو مئة ألف تومان؟
إن «الجمهورية الإسلامية» دولة بترولية بمستوى السعودية، وبحجمها وأقدم منها في مجال النفط، وإيران تملك من المؤهلات السياحية والزراعية واليد العاملة وغيرها ما لا تملكه دول عربية وإسلامية كثيرة، فلماذا رواتب الناس من مدرسين ومهندسين وأطباء وغيرهم، متدنية بشكل لا يقارن إلا ببعض الدول الفقيرة، حيث يبلغ متوسط الدخل السنوي للإيراني، بموجب الإحصائيات الدولية نحو 13 ألف دولار مقابل نحو 50 ألف دولار للفرد السعودي، وكذلك للمواطن الإماراتي؟
ولماذا يتمكن الإنسان الخليجي من شراء أغلى السيارات ويسافر كل صيف ويسكن في منازل حديثة مكيفة، ويقبض رواتب بعملة قوية كالريال والدرهم والدينار الكويتي، في حين يغلف العجز الفظيع والبؤس، وأحياناً كثيرة الفقر المدقع ملايين الإيرانيين؟ هل تعلم مثلا أن راتب المدرس في إيران لا يكاد يساوي ما يدفعه مواطن كويتي أو خليجي وربما غيرهم في مطعم لتناول العشاء؟! بل إن دخل المدرس والمهندس في إيران يقل عن دخل البنغالي أو الآسيوي الذي يدفع العربة في جمعيات الكويت التعاونية ويجمع مبالغ شهرية في الجمعية؟ أليست هذه الحقيقة مؤلمة فعلا؟
إن متوسط راتب الكويتي تقول الإحصائيات نحو 5000 دولار، أي نحو 15 مليون تومان شهرياً! والآن كم رواتب الأطباء والمهندسين في السعودية والإمارات وقطر ومسقط وحتى شيعة البحرين! وما الفجوة بينها وبين رواتب الإيرانيين!
إلى متى ينبغي على هذا الإيراني المسكين أن يتحمل هذا البؤس؟!