وهو محاولة للتنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم للمرة الألف على الناس وليس على من تصدى للتطور السياسي ووضع العراقيل والمطبات أمام تقدم النظام الديمقراطي والحكم الدستوري… وهو الاسرة الحاكمة نفسها.
بل انه اعتراف واضح وصريح بأن السلطة كانت تتدخل وكانت تجيّر الانتخابات والعامة وانتخابات مجلس الأمة لصالحها وحدها، ضد الارادة الشعبية وارادات وخيارات الناس.
ليس عدلا تخلي الأسرة الحاكمة عن مسؤولياتها اليوم … فهم قد سحبونا الى الحضيض والقوا بنا منذ سنوات في الدرك الأسفل. منذ أن حلّت الأسرة مجلس الأمة سنة 1976 ومنذ ان اختارت منفردة ولي العهد أو الأمير الحاكم، خلافا للدستور، وهي تجر الكويت الى الخلف. سواء بسياساتها العوجاء او بتدخلها العنيف في الانتخابات العامة.
الكويت لم تعد الكويت منذ أن قررت الأسرة الحاكمة أن تحكم وحيدة… والكويت اليوم ليست الكويت وهي تخضع لكل القيود والتفاهات التي غرستها الأسرة الحاكمة وتحالفها الرجعي في جذور وأعماق المجتمع الكويتي. لهذا فإن الكويت لن تكون الكويت في الغد لأنها مسخًا ناتجًا عن تحالف الأسرة والمجاميع القبلية الدينية.
نعم لن تتدخل الأسرة في الانتخابات.. وسترفع يدها عن تحريف وتزوير الواقع السياسي ولكن.. ” اشعقبة ” .. عقب خراب الكويت قبل البصرة. عقب ما حققت الأسرة مبتغاها وهو تشويه النظام الديمقراطي وإفراغ الدستور من محتواه. وعقب ما ركزت التقاليد البالية والممارسات الرجعية الفجة لحلفائها في البنية السياسية وعقب ما حققت مبتغاها وهدفها في تقليص سلطات الأمة وغلّ يد قوى الإصلاح والتطور السياسي.
لا ياعمي تدخّلوا… تدخّلوا ورجّعونا مثل ما كنا قبل ان تتدخلوا … رجّعونا للزمن الطيب زمن الستينات، وزمن السبعينات… أي قبل ان تحلوا مجلس الأمة وقبل أن تقرروا الحكم منفردين. عندها سنقول مشكورين وكثر الله خيركم… أما انسحابكم اليوم وترك الناس العزل لذئاب التخلف والتعصب فهو تخل عن مسؤوليتكم.. بل هو خطأ جسيم بحق الكويت والكويتيين.