في حين يواصل « الحبر الاعظم » زيارته الى العراق حتى غد الاثنين، أبدت مصادر عراقية خشيتها من انعكاسات الزيارة البابوية على الوضع الامني في العراق، وعلى الأمن الشخصي رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، تحديداً.
فلم تتورع الميليشيات الإيرانية عن قصف معسكر عراقي-أميركي قبل يومين من وصول البابا (علّها تقنعه بتأجيل الزيارة؟). وفور لقاء البابا-السيستاني، خرج ممثل خامنئي السابق في الخارجية الإيرانية،، حسين أمير عبد اللهيان، بتصريحٍ لافت: « لولا تضحيات سليماني لما تمكن البابا فرانسيس من دخول العراق »! بكلام آخر، طريق بغداد تمرّ من طهران..!
لقاء الساعة، الذي كان مقررا لـ٤٥ دقيقة، مع المرجع الشيعي، علي السيستاني، في مقام النجف الاشرف، “مَحا » ما عملت ثورة الخميني على تكريسه، منذ توليها الحكم في بلاد فارس، وهو تهميش المرجعية العربية للشيعة، في العالم، ومقرها النجف في العراق، واستبدالها بالمرجعية الفارسية، ومقرها مدينة قم الايرانية.
المعلومات تشير الى ان حديث المرجعين الروحيين الكاثوليكي الاول في العالم والشيعي الاول في العالم، كان حديث “اغلبيات”، متفاهمة ومتعايشة بسلام في المنطقة والعالم، وليس حديث « تحالف اقليات »، يستعدي محيطه، ويؤسس لحروب متنقلة، وارهاب ينتشر في الشرق الاوسط، وحول العالم.
واذا كانت الزيارة البابوية الى العراق لم تفعل سوى تكريس مرجعية الشيعة في النجف الاشرف، باعتراف المرجع الكاثوليكي الاول في العالم بدورها الأول كمرجع تقليد، فإن هذا سبب كاف لكي تتفلت الميليشيات الايرانية من عقالها ضد محاولة خروج العراق من العباءة الايرانية وعودته الى محيطه الطبيعي كدولة عضو في الامم المتحدة، وشريك كامل على مستوى العالم في صناعة السلام، ومكافحة الارهاب، في المنطقة والعالم.
تزامنا اشارت معلومات الى ان الوضع الامني في العراق مرشح لمزيد من الاضطرابات، بعد انتهاء الزيارة البابوية، وعلى رأس المستهدفين، رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي الذي يسابق الوقت، بين العمل على تعزيز القوى الامنية العراقية الشرعية من قوى امن وجيش، ومحاولات الميليشيات الايرانية، فرض زعزعة الامن والاستقرار في البلاد.
وأضافت ان الكاظمي، يسير على طريق رئيس الحكومة اللبنانية الشهيد رفيق الحريري، الذي سعى لإعادة لبنان إلى خريطة العالم، وان محاولات التخلص منه تسابق بدورها الوقت!
فإذا استطاع الكاظمي النفاذ الى مشروع الدولة العراقية المستقلة والخارجة من هيمنة ملالي طهران، معززا بقوى امنية من جيش وقوى امن، بعقيدة قتالية عراقية صرفة، فإن العراق، سيستعيد بسرعة قياسية موقعه في العالم العربي والمجتمع الدولي, فهو ثاني خزان نفطي في العالم.
وفي حال نجح المتربصون به في التخلص منه، فإن المنطقة ستفتح على مزيد الاضطرابات وزعزعة الامن والاستقرار لكي تجمع ايران المزيد من الاوراق التفاوضية بشأن مشروعها النووي، مع العرب والعالم.