قضى مرض “كورونا” يوم الخميس الماضي على حسين شيخ الإسلام المستشار السياسي لوزير الخارجية الإيراني.
ويعتبر شيخ الإسلام أحد أبرز من شارك في احتلال السفارة الأمريكية في بداية الثورة الإسلامية، كما أنه أحد “الأضلاع الخمسة” الذين ساهموا في تأسيس تنظيم حزب الله في لبنان عام ١٩٨٠.
والخمسة الآخرون بالإضافة إلى شيخ الإسلام هم: علي أكبر محتشمي العرّاب الرئيسي في تأسيس حزب الله ورجل الدين الشاب الذي كان مقربا جدا من المرشد السابق آية الله الخميني، ثم ثلاثة من قياديي الحرس الثوري آنذاك وهم حسین دهقان (وزير دفاع سابق) وأحمد وحيدي (وزير دفاع سابق) وفریدون وردي نجاد (يشغل حاليا منصب المستشار الإعلامي للرئيس حسن روحاني).
ومنذ ١٩٨٠ حتى ١٩٩٦، حيث كان مستشارا سياسيا لوزارة الخارجية ومسؤولا عن شؤون الشرق الأوسط في إيران (حينما كان علي أكبر ولايتي وزيرا للخارجية)،
ساهم شيخ الإسلام في تثبيت الدور السياسي والعسكري لحزب الله باعتباره لاعبا أساسيا في المنطقة.
وأثناء رئاسة الإصلاحي محمد خاتمي، لم يكن ولايتي ولا شيخ الإسلام في منصبيهما في وزارة الخارجية، لكن تم التمديد لشيخ الإسلام سفيرا لست سنوات أخرى في سوريا، ليستمر دوره في مساعدة حزب الله رغم التغيرات التي عصفت بسياسات إيران الشرق أوسطية.
وهذا يشير إلى تأييد خاتمي للدور الذي كان يقوم به شيخ الإسلام في المنطقة، وبالذات فيما يخص دعم حزب الله.
بعد انتهاء مهمته في سوريا، أصبح شيخ الإسلام مستشاراً غير رسمي للمرشد الحالي آية الله خامنئي وللقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني.
ورغم أن سليماني أصبح منذ ١٩٩٨ وحتى مقتله في ٣ يناير الماضي قائدا لسياسات إيران في الشرق الأوسط، لكنه لم يستعِن في مهمته بشيخ الإسلام أو بغيره من الدبلوماسيين، وفضّل أن يكون مساعدوه من قيادات الحرس الثوري.
أثناء قيادة سليماني، استطاع حزب الله الحصول على أسلحة جديدة ومتطورة من إيران ومن ضمن ذلك حصل على صواريخ، كما ازدادت المساعدات المالية الإيرانية للحزب بشكل كبير.
وبعد مقتل قياديين كبار من الحزب، كعماد مغنية، ثم مقتل سليماني، والذي أثر بشكل كبير على قوة الحزب وساهم في تراجعه، لكن لا يمكن أن يكون لموت شيخ الإسلام نفس الأثر، فبموته أسدل الستار على شخصية مميزة لكنها كانت خارج دائرة الضوء المميزة على الصعيد الإقليمي والدولي.