في الأسبوع الماضي، زار وفد إيراني برئاسة أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في ايران، الشيخ حميد شهرياري. الصرح البطريركي في بكركي، والتقى البطريرك الراعي. وبعد اللقاء قال عضو الوفد ان “إيران تتمنى ان تحفظ سيادة لبنان واستقلاله“!
وأضاف ان “لبنان وطن نهائي لكافة أبنائه الشرفاء والتجربة التاريخية دلت ان الشعب اللبناني عندما يتحلى بالوحدة يمكنه دحر العدوان عليه“. معربا عن اعتقاده بأن ” الانتصار التاريخي الذي حققه الشعب في أيار من العام 2000 لم يكن ليتحقق لولا الوحدة الوطنية وروح المقاومة التي تجلّت في أبنائه“.
زيارة الوفد الايراني لم تسجل سابقة لها في زمن الوصاية السورية الى الراحل المثلث الرحمات البطريرك نصرالله صفير. ربما لان صفير لم يفتح يوما الصرح لزيارات مشابهة، او لازدراء سوري بالمقام وشاغله.
واذا كان حديث الوفد الايراني تطرق الى ما يسمى “المقاومة” بطريقة مواربة، مشيدا بالالتفاف الوطني والشعبي حولها، إلا أن الرد البطريركي، جاء سريعا وفي عشية اللقاء، خلال حديث متلفز مع الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة.
ردُّ البطريرك الراعي على الوفد الايراني، جاء لاول مرة على لسان مسؤول لبناني واضح وصريح ومباشر في مخاطبة “الحزب الايراني“، ويمكن اختصاره بأن البطريرك خاطب الحزب بمبدأ “المعاملة بالمثل »: أنت لا تسأل رأينا في حروبك الاقليمية لا في سوريا ولا في اليمن ولا في العراق، وانت تملك قرار الحرب والسلم في لبنان، وهذا يتناقض مع مصلحة الشعب اللبناني، وتطالبنا بأن نأخذ رأيك في مسألة “حياد لبنان“، مع انها لمصلحة لبنان واللبنانيين ومن بينهم شعبك الذي نستقبله هنا في بكركي، وهو يئن مثلنا من الجوع »!
رسالة الراعي الى الحزب انتشرت كالنار في الهشيم عل مواقع التواصل الاجتماعي وسط صمت مطبق على المستوى الرسمي من الحزب، في حين ان « جيشه الالكتروني » عمل على مهاجمة الراعي وسوق الاتهامات في حقه على جري عادته.
المعلومات تشير الى ان الراعي سيلقي كلمة عالية النبرة في عظة الفصح المجيد، وهو سيقوم بعد عطلة الاعياد بتلبية دعوة لزيارة الامارات العربية المتحدة، على ان يقوم بجولة عربية تشمل المملكة العربية السعودية، وامارة قطر وجمهورية مصر العربية والجامعة العربية، حيث سيلتقي كبار المسؤولين حاملا مشورع “حياد لبنان ».
وتشير المعلومات الى ان الراعي سيعمل على ان تتبنى جامعة الدول العربية مشروعه لـ“الحياد“، وان يرفع المشروع الى الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن عبر جامعة الدول العربية.
لا شيء سيوقف البطريرك الراعي، أو يخيفه!
فهو ماضٍ في مشروع الحياد، ولن يوفر اي جهد للوصول الى غايته. وهذا ما يضع جميع المسؤولين اللبنانيين امام مسؤولياتهم، خصوصا الموارنة من بينهم، بعد ان تجاوزهم طرح الحياد والمؤتمر الدولي لانقاذ لبنان وتحرير الشرعية من خاطفيها، في ما هم يتلهون بحساباتهم الضيقة ويمعنون في تدمير البلاد التي ائتمنوا عليها.