بعد اشهر من الاستقصاءات تحرك الفاتيكان واستدعى احبار الكنيسة المارونية في لبنان والانتشار، على رأسهم البطريرك بشارة الراعي في جلسات محاسبة ومكاشفة امتدت اكثر من ثلاث ساعات غاب عنها اعضاء الوفد من “العلمانيين” واقتصرت على قداسة الحبر الاعظم وفريق عمله، وفي مقدمهم رئيس “مجمع الكنائس الشرقية”، “الكاردينال ساندري”.
الفاتيكان، ونتيجة التقارير التي كانت ترده عن فساد يطاول الرهبنات المارونية والابرشيات، وهدر للاموال، ومحسوبيات، و”استكبار” من الكهنة وخدم الرعايا والمطارنة على مواطنيهم الموارنة، قرر التحرك! فأوفد من ٦ أشهر من يطلب من المؤسسات الكنيسة والابرشيات كشوفات وحسابات ترجع الى سنوات عشر الى الوراء! ثم أوفد الكاردينال ساندري، الذي بقي في السفارة البابوية مدة ١٠ ايام التقى خلالها مطارنة، ورؤساء أديار ورهبانيات، بحضور مدقق حسابات من الفاتيكان، وآخر لبناني!
وعلى الاثر تم إستدعاء “الأحبار” الى الفاتيكان.
المعلومات تشير الى ان روائح الفساد في يعض الابرشيات والمؤسسات الكنسية غطت روائح النفايات في لبنان، المرمية على قارعة الطريق، خصوصا ما جرى في كل من مطرانية زحلة، التي استلم راعيها الراحل مبلغ 45 مليون يورو لتحسين اوضاع الرعية، فأودعهم في حساب مصرفي باسمه الشخصي، وتوفاه الله، ما حال دون حصول خلفه على امكان التصرف بالحساب! وما حصل في مدرسة عجلتون للرهبان الانطونيين، حيث ينوء الاهالي تحت عبء الاقساط المرتفعة، لتفاجئهم الادراة بطلب زيادة جديدة على الاقساط، بمعدل 600 الف ليرة عن كل طالب، على الاثر تحرك الاهالي، وطلبوا الاطلاع على ميزانية المدرسة، وبعد رفض الادراة استطاع الاهالي، عبر وزارة التربية الحصول على الميزانية ليكتشفوا وجود 22 راهبا، يقبضون رواتب بمعدل 9 ملايين ليرة لكل منهم من موازنة المدرسة، ومعظمهم لا يعمل في المدرسة ومن بينهم من هو خارج لبنان، الامر الذي دفع بالاهالي لفضح ممارسة الرهبان، عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام.
يضاف الى كل ذلك، ما يعرف بفضيحة دير اللويزة المالية، وما ينقل عن فساد رجال الدين وسياراتهم الفارهة، وبذخهم في معاشهم، حتى اصغرهم رتبة.
المعلومات تضيف ان الحبر الاعظم واجه الاحبار ورجال الدين بمخالفاتهم، فرداً فرداً، وكان يتوجه الى كل واحد منهم بمفرده، امام زملائه وبحضور رأس الكنيسة المارونية البطريرك الراعي، الذي طلب اليه قداسة الحبر الاعظم “مساعدته على إعادة الامور الى نصابها في الكنيسة المارونية”!
“إصلاح كنسي” برعاية الفاتيكان؟
الرعايا الموارنة يدركون ان الفاتيكان لن يقف موقف المتفرج على تجاوزات رعاتهم، الذين يتصرفون على هواهم باملاك الطائفة ووقفياتها، ويتطلعوا الى اليوم الذي يثمر فيه هذا الاجتماع إصلاحا كنسيا يعيد للكنيسة دورها الريادي على المستوى الاجتماعي، والانساني والداعم لابناء الطائفة واللبنانيين عموما.
وتضيف المعلومات ان الفاتيكان أبقى على القاصد البطريركي الزائر الى الاردن في روما لمساءلته مالياً، وان العمل جارٍ لاستعادة مبلغ 45 مليون يورو لصالح مطرانية زحله، وتعيين المطران يوحنا علوان قاصدا بطريركيا على رهبنة اللويزة الخاضعة مباشرة للفاتيكان، وصولا الى ما سيتم اتخاذه من تدابير تصوب الوضع في الرهبنة الانطونية وسائر الابرشيات التي ينخرها الفساد والهدر.
خطوة مباركة ومطلربة بقوة لتقويم الاعوجاج الفاضح في ممارساتهم