في ظل انسداد الافق الحكومي وبلوغ ازمة تشكيل الحكومة في لبنان الحائط المسدود، أشارت معلومات الى ان هناك بحثا عن مخارج تتجاوز الدستور اللبناني! أي، بكلام آخر، تتجاوز عقدة توقيع الرئيس عون على مراسيم تشكيل الحكومة!
وأشارت معلومات الى ان الرئيس سعد الحريري قد يلجأ الى تشكيل حكومة « وفق المبادرة الفرنسية » تتولى إدارة شؤون البلاد الى حين انتهاء عهد الرئيس عون على ان تحظى باعتراف دولي من الولايات المتحدة، وفرنسا، ودول الخليج العربي، ومصر وغيرها! ولو تم تشكيل مثل هذه الحكومة، فان تلك الدول ستقوم بتفعيل جميع المبادرات الدولية لمساعدة لبنان باشراف « صندوق النقد الدولي »، ومقررات مؤتمرات الدول المانحة التي انعقدت لدعم الاقتصاد اللبناني، بعيدا عن محاصصات وتفاهات المسؤولين اللبنانيين!
تزامناً، تشير معلومات الى ان العرب يمكن أن يعودوا الى لبنان وسوريا ضمن سياق ترتيبات تنخرط فيها روسيا وتركيا، وأن هذا الامر كان مدار بحث بين وزير الخارجية السعودي ونظيره الروسي في موسكو قبل ايام. وتقول مصادر ان روسيا وصلت الى قناعة بوجود استحالة للتوصل الى حل للازمة السورية في معزل عن العرب، وهذا ما دفعها اتخاذ قرار بالانفتاح على العرب من بوابة المملكة العربية السعودية، خصوصا بعد تبدل الادارة الاميركية والموقف السلبي لهذه الادارة من روسيا وتركيا على حد سواء. فالادارة الديمقراطية تتهم كلا من روسيا وتركيا بتمويل حملات الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الانتخابية!
من جهة أخرى، هنالك تكهنات بان تركيا قد تعيد النظر بسياساتها عموما، سواء في سوريا او ليبيا او ناغورني كرباخ وحيث سعت الى احياء نفوذ مضى على اندثاره اكثر من مئة عام مستفيدة من تخبط الادراة الجمهورية السابقة.
الحريري في تركيا.. كوسيط؟
وتشير معلومات الى ان زيارة رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري الى تركيا ولقائه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تأتي ضمن سياق اعادة ترتيب اولوياتها السياسية، وفي مقدمها إصلاح العلاقات مع المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، بعد توغل اردوغان في عمق الجزيرة العربية من البوابة القطرية.
وتفيد معلومات أن الحريري زار تركيا بمسعى اماراتي- تركي مشترك. وقد عاد الحريري الى ابو ظبي وسينتقل منها إلى مصر، ليلتقي رئيسها عبد الفتاح السيسي. وقد ينتقل لاحقا الى المملكة العربية السعودية ومنها الى فرنسا في انتظار بروز أولويات الادارة الاميركية الجديدة. علماً ان الرئيس بايدن وضع في اول سلم الاولويات مكافحة جائحة كورونا، والملف الايراني، وهذا ما يظهر من خلال التعيينات التي بدأها في ادارته الجديدة، من أعضاء في فريق التفاوض مع ايران في ادارة اوباما. ما يعني ان على العرب، وتركيا كذلك، اعادة ترتيب اوراقهم استعداداً للمرحلة المقبلة، خصوصا تركيا التي ابدت كل مرونة ممكنة ليقين رئيسها ان علاقات بلاده مع الولايات المتحدة سوف تمر بمرحلة حرجة، في ظل عدم توفر الكيمياء بينه وبين الرئيس الجديد بايدن، الذي لم يخف رغبته في ازاحة اردوغان عن السلطة في تركيا.
انطلاقا مما سبق تشير معلومات الى ان الحريري يطمح لدور قاسم مشترك كونه قادراً على الحديث مع جميع الفرقاء الدوليين. وهو متمسك بورقة تكليفه تشكيل الحكومة من اجل اعادة وضع لبنان على خارطة العالم العربي على أساس ترميم ما هدمته سياسات جبران باسيل وعون ونصرالله.
بناءً على ما سبق، تقول مصادر ان فرقاء لبنانيون يتداولون ان الحريري قد يقدم في وقت مناسب على اعلان تشكيلته الحكومية (« الإنقلابية »!) بمعزل عن موافقة الرئيس عون عليها، وبدعم عربي ودولي.
ما يعيد الى الاذهان التجربة التي مر بها لبنان في العام 1989، غداة تمسك الجنرال عون يومها بالحكومة الإنتقالية التي كان رئيسها، مقابل حكومة الرئيس سليم الحص الذي فرضته يومها ايضا الارادة السورية. فتولت حكومتا الحص عون ادرة شؤون البلاد، في تجربة لا يرغب اي لبناني في ان تتكرر الآن بوجود ميشال عون في قصر بعبدا!
إقرأ أيضاً:
من يحكم لبنان؟: منصب رئاسة الجمهورية شاغر!
جنبلاط لا يريد تشكيل « جبهة وطنية » لاسقاط عون!