ترجمة “الشفاف”
من سجن إيفين-
تسمّم الفتيات في المدارس والمساكن الطلابية مستمر في العديد من المدن والمحافظات الإيرانية منذ ما يقرب من أربعة أشهر. هناك العديد من الفرضيات بشأن هذه الجريمة! مثل اعتبار أن القضية “أمنية”، أو أنها “انتقام من النساء” بسبب انتفاضتهن ضد الحجاب الإجباري تحت عنوان “المرأة، الحياة، الحرية”! أو أن وراء الجريمة “مدنيون”: ينتمون للمؤسسة الأمنية! أو أنها اقتداء بالجرائم الروسية في “الشيشان”! أو أن الجريمة جزء من مخطّط لتحريم الفتيات من التعليم! أو أن وراءها مخطّطاً لعودة الجهل! أو أنها مجرد أوهام شبابية ولا توجد أي جريمة مرتكبة، إلخ…
الإنكار والتكذيب، وتأييد حدوث الجريمة بصورة متأخرة وبعد ضغوط سياسية واجتماعية، والتدابير الدراماتيكية لمحاصرة القضية وإخفاء تفاصيلها بدلا من إيجاد حلول لها، ومواجهة ناشري أخبار هذه الجريمة بدلا من مواجهة الجناة، وتجريم العناوين الصحفية المرتبطة بالجريمة لاستبعاد الحقيقة… هذه الممارسات هي جزء من عملية تتكرّر في كل مرة.
فأنا لا أنسى جرائم القتل ضد بعض التجمعات في مدينة “كرمان”، والهجمات بماء النار (الأسيد) على وجوه الفتيات في أصفهان، والتحرش بالأولاد في “طهران” والآن في “مشهد”، ومهاجمة الطائرة الأوكرانية بصاروخ من قِبل الحرس الثوري! وهجوم المتشددين على السفارتين البريطانية والسعودية! وفاجعة احتراق مجمّع “بلاسكو” في طهران، وانهيار مجمّع “متروبول” في “عبادان”، وحادث حاملة النفط “سانشي”، والأرصدة المالية والعقارية الكبيرة و… فهي، إلى حد ما، لاقت نفس المصير!
لا يمكن تصديق أن من يستطيع أن یعتقل “عبدالملك ريغي” (زعيم “جماعة جند الله”) وأن يخطف المعارض “روح الله زم” و”جمشيد شارمهد” من العراق ودبي ويجلبهما إلى طهران، ويدّعي تدمير الجماعات الإرهابية، وأنه استطاع أن “يفرك وجه 47 جهازا أمنيا” بالتراب، ويزعم بأنه تغلب على الكارثة التي نشأت بعد مقتل “مهسا أميني“، وأنه استطاع أن يُسكت المحتجين والمنتقدين، وفي النهاية أن يضرب البعوضة وهي في السماء، كيف له أن يفشل في مواجهة هذه الكارثة العامة (كارثة تسمّم الطالبات)؟
أليس المدعي العام، بصفته حامي المصلحة العامة، تقاعس عن تنفيذ المادة 290 من القانون الجنائي والمواد 687 و 688 و 689 من قانون الجزاء الإسلامي؟ ألا يُعتبر تهديد الصحة العامة وإثارة الخوف والذعر في المجتمع، وفق هذه المواد القانونية، مصداقا لتهمة “المحاربة” والإرهاب؟
ألم تستدعِ أهمية الموضوع وانتشاره، متابعته من مجلس الأمن القومي؟
وأخيرًا، هل ربطنا الحجر، وأطلقنا سراح الكلب؟
ترجمة “الشفاف”
*
رسالة فازد
رسالة فائزة رفسنجاني بالفارسية:
https://t.me/sahamnewsorg/85230