في زيارة لزغرتا وقضائها، برفقة النائب ميشال معوض، والوزير السابق بيار رفول، والعميد فايز كرم، أعلن الوزير جبران باسيل أن “التيار لا يعزل أحدا ولا ينعزل ولا يُعزل ولا يقبل بإلغاء أحد مهما كان حجمه السياسي”! وأضاف جبران أنه يريد أن يكون لـ”التيار” ثائب من زغرتا في الإنتخابات المقبلة! وهي كلها رسائل لآل فرنجية!
تعليق سليمان فرنجية على سؤال حول رأيه بزيارة باسيل كان “يحوّ هون؟”.
*
“ما بيحبونا يا عم”!
هذه العبارة لطالما رددها أنصار “المردة” اثناء تجوالهم في مدينة “البترون” مدجّجين بأسلحتهم، قي اعقاب دخولهم الى المنطقة عقب اغتيال النائب طوني فرنجيه وعقيلته وابنته وأكثر من ثلاثين شخصا من اهالي “إهدن”.
عبارة “ما بيحبونا” لم تكن سوى تعبير عن مرارة زغرتاوية من العلاقة الملتسة مع “قضاء البترون”، تلك العلاقة التي نسجَها الراحل “حميد فرنجيه”، مع النائب البتروني الاسبق الراحل “يوسف ضو”، وأسفرت عن تماهٍ بَتروني – زغرتاوي، بسبب ما كان للراحل حميد فرنجيه من دماثة خلق وكاريزما جاذبة.
حينها كان اهل البترون “يحبون” الزغرتاويين!
إلا أن الحال انقلب لاحقا. فبعد ان أصيب حميد فرنجيه بشلَلٍ اقعده عن ممارسة السياسة، تولى شقيقه الرئيس الراحل سليمان فرنجيه زعامة العائلة و« امتداداتها » الشمالية ومنها البترونية.
انتُخب سليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية اللبنانية، وجرت انتخابات نيابية في عهده، عام 1972. ومثلَ اي رئيس لبناني للجمهورية، فقد سعى لتشكيل تكتل نيابي يدعم عهده، وكانت تحالفات آل فرنجيه البترونية في مقدم الصدارة. إلا أن النائب “يوسف ضو” كان قد غاب عن المسرح السياسي بالوفاة، وتحالف الرئيس فرنجيه مع حزب الكتائب اللبنانية، ومرشحه البتروني آنذاك النائب الراحل “جورج سعاده”. ويُقال إن النائب المغدور “طوني فرنجيه” توجّهَ ليلَ فرز نتائج الانتخابات الى سرايا البترون، لتأكيد فوز المرشح الكتائبي جورج سعاده، حليف العائلة المستجد!
علما ان الفوز كان من نصيب النائب الكتلوي « سايد عقل »! فتحولت النتيجة ليلاً، ليسقط « عقل » الذي كان فائزاً بفارق 300 صوت، فأصبح راسبا بالفارق نفسه. وهكذا فاز الراحل جورج سعاده بفارق 300 صوت.
الشهيد طوني فرنجية وعائلته
عام 1978، قيل أن انصار النائب سعاده من الكتائبيين والذين قدّر عددهم بـ600 مقاتل، شاركوا في العملية العسكرية التي أدت الى استشهاد النائب طوني فرنجيه وعقيلته وطفلته!
عام 2005، كان الوزير باسيل حديث العهد في السياسة، ويجمعه الى « تيار المردة » تحالف ما سمي”8 آذار.
وكان باسيل يفتقر الى رجال وخبرات امنية، فتطوع النائب سليمان فرنجيه الى رَفدِه بالمرافقين وعناصر الحماية الامنية والشخصية. وتولى انصار |المردة »، نيابةً عن العونيين، التصدي لكل ما من شأنه تسهيل مهمة الوزير باسيل في مدينة البترون والقضاء. فخاضوا الانتخابات النيابية الى جانبه عام 2005، بما لهم من تأثير ونفوذ، وكذلك انتخابات عام 2009. وفي 23 تشرين، أثناء محاولة عناصر من القوات اللبنانية فتح طريق الاوتوستراد الساحلي الذي قطعه انصار باسيل وعمه ميشال عون، تصدى لهم انصار المردة وفر العونيّون فسقط “نزيه ابي خطار” من « القوات » برصاص مجهول.
بعد ان قسي عود الوزير باسيل كان اول ما قام به هو التخلي عن المردة وعن الوزير فرنجيه، حيث افسدت الانتخابات الرئاسية الودّ بين الحليفين!
وحين رشح الرئيس سعد الحريري الوزير والنائب سليمان فرنجيه لمنصب رئاسة الجمهورية، قصد منزل الوزير باسيل للعمل على تسهيل انتخابه رئيسا بوصفه من الفريق السياسي نفسه، ولا فرق بين عون وفرنجيه في تحالف 8 آذار، فما كان من باسيل الا ان تجاهل وجود فرنجيه في منزله لاكثر من ربع ساعة، بحجة انه يستحم.
وفي الانتخابات الاخيرة، وبعد ان استحكم باسيل بمقابض السلطة، سعى وما زال يسعى الى إقفال بيت فرنجيه سياسياً، من خلال تهميش دورهم وإقصائهم عن مفاوضات تشكيل الحكومة والتعيينات القضائية والامنية وسواها.
ولذلك عاد الزغرتاويون يرددون اليوم: “ما بيحبونا يا عم »!