“كادت ان تنفجر” القمة الروحية الاسلامية- المسيحية التي انعقدت في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريريك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لنصرة القدس ورفضا لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده الى المدينة المقدسة.
المعلومات تشير الى ان التحضيرات التي أعدت وسبقت القمة انتهت الى الاتفاق على “سقف” البيان الختامي، على ان يحدد الراعي في كلمته الافتتاحية ذلك “السقف” باجماع الحاضرين: وهو “المطالبة بنقيذ جميع القرارات الدولية المتعلقة بمدينة القدس”، والتي فنّدها الراعي في كلمته.
وتضيف المعلومات ان التحضيرات للقمة سبقت كلمة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في مؤتمر وزارة الخارجية العرب لنصرة القدس، الذي انعقد في القاهرة، وكلمة الرئيس اللبناني ميشال عون في اسطنبول، حيث تنطح كل من عون وباسيل للمزايدة على الدول العربية في إطلاق مواقف اين منها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ورئيس منظمة التحريري الفلسطينية الراحل ياسر عرفات!
وبلغ الامر بباسيل الى إعلان فتح سفارة لبنانية في القدس الشرقية بوصفها عاصمة للدولة الفلسطينية، عملا بقرار حلّ الدولتين! ولم ينتبه باسيل، او يأخذ في اعتباره، ان اي سفارة في فلسطين ستمر حتما بالسلطات الاسرائيلية!
وتضيف المعلومات ان مواقف عون وباسيل لم تترك مجالا لمفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبداللطيف دريان، للموافقة على ما هو اقل من موقف رئيس ماروني ووزير خارجية ماروني، استدعت مواقفهما إطلاق لقب “الامام ” على الرئيس عون من قبل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان!
وفور افتتاح اعمال القمة الروحية، بادر الشيخ عبد الامير قبلان الى إطلاق مواقف الثناء على كل من الرئيس وصهره، مشيرا الى انهما تحدّثا “بإسم المسلمين”! فاستفز مشاعر مفتي الجمهورية، الذي بادر الى القاء كلمة رفض فيها وجود إسرائيل من الاصل، وتالياً لا داعٍ للاعتراض على قرار نقل سفارة الاميركية الى مدينة القدس “لان إسرائيل غير موجودة ونحن لا نعترف بها”!
مواقف المفتي دريان التي جاءت على خلفية المزايدات في الشأن الفلسطيني، استدعت تغييرا في نمط البيان الختامي لللقمة، بحيث اصبح كلام البطريرك الراعي تراجعا عن المواقف التي اطلقها عون وباسيل والمفتي دريان من بعدهما، ما ادى الى عرقلة صدور البيان الختامي للقمة الى حين الاتفاق على الصيغة النهائية التي صدر بها!
الحزب الإيراني لباسيل: إعرف حدودك!
وفي سياق متصل تعرض الوزير باسيل للتأنيب في جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في القصر الرئاسي في بعبدا، من قبل وزراء حزب الله، حيث تقدم باسيل باقتراح الى المجلس لاعتماد سفارة لبنانية في مدينة القدس فانبرى وزراء حزب الله الى التعرض لباسيل، وافهموه ان الشأنين الفلسطيني والاسرائيلي ليسا من اختصاصه، وقالوا له حرفيا “من قال لك اننا نريد ان تكون للبنان سفارة في القدس؟ هذا الامر اكبر منك فلا تتعاطى به”!