قال نائب محافظ ورئيس سابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني إن بلاده أنفقت ٢٠ إلى ٣٠ مليار دولار في سوريا ويجب تسديد ذلك لإيران.
وفي مقابلة بالفيديو مع “اعتماد أونلاين”، الموقع الإلكتروني لصحيفة “اعتماد” الإصلاحية، نشر في ١٩ مايو، قال حشمت الله فلاحت بيشه إن الأموال التي صرفت في سوريا جاءت من الخزينة المالية الإيرانية ويجب إعادتها.
وزار “فلاحت بيشه” سوريا في مارس ٢٠١٩، وبعد زيارته قال إن إيران يجب أن تساعد سوريا طالما طالبت دمشق بذلك، كما ادعى أن إيران لعبت دورًا رئيسيًا في جميع العمليات “ضد الإرهابيين”.
وأشار أيضا، في حينه، إلى أن سوريا لديها “دين كبير” لإيران كان عليها أن تسدده، لكنه لم يذكر حجم الدين.
وهناك تنافس قد يمتد ليصبح خلافا بين طهران والأسد من جانب وموسكو من جانب آخر حول من سيستفيد اقتصاديًا في سوريا بعد انتهاء النزاع هناك. وقال مراقبون إن إيران وروسيا منافستان عندما يتعلق الأمر بجني ثمار “استثمارهما” في سوريا.
واندلع جدال مؤخرا حول الإمبراطورية المالية لقريب الأسد رامي مخلوف والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. ونشر مخلوف، وهو ابن خال بشار الأسد، الذي جُمدت أصوله قبل خمسة أشهر، مقطع فيديو مؤخرا على صفحته الشخصية بفيسبوك يتهم فيه نظام الأسد بالفساد.
ومخلوف يعتبر أغنى رجل في سوريا وتربطه علاقات ممتازة بروسيا، وسبق أن انتقد بشدة وجود إيران بسوريا.
وتزامن نشر مقطع الفيديو، مع بدء هجوم صحافي روسي ضد الأسد. ويبدو أن موسكو تعمل على تغيير المعادلة السياسية في سوريا، وتسعى لتغيير الرئيس السوري الذي يعتبر استمراره في منصبه الرئاسي عائقا أمام جذب مئات المليارات من الدولارات، التي تستعد الشركات الروسية لاستثمارها في سوريا في إطار إعادة الإعمار.
وحسب التقارير، فإن أقارب الأسد يعملون كمافيا ويدعمون القوات الإيرانية، ما يمنع وصول الأموال من الدول الأوروبية والخليجية التي يُنتظر منها دفع فاتورة إعادة إعمار سوريا.
لذا تبدو المطالبة الإيرانية باسترداد أموالها التي صُرفت في سوريا، جزءاً من الصراع بين طهران وموسكو حول مستقبل إعمار هذا البلد.
وقال فلاحت بيشه في المقابلة مع “اعتماد أونلاين”: “بعد زيارتي إلى سوريا (والمطالبة بتسديد الأموال الإيرانية التي دفعت هناك) قال بعض الناس إن تصريحي كان مكلفًا (لإيران)”، لكنه أضاف: “أكرر، ربما قدمنا لسوريا ما بين ٢٠ إلى ٣٠ مليار دولار ويجب أن نستعيدها. لقد أنفقت أموال الإيرانيين هناك”.
وفي فبراير ٢٠١٩، قال مستشار للمرشد آية الله علي خامنئي، اللواء يحيى رحيم صفوي، إن إيران ستسترد ما أنفقته في سوريا من خلال استغلال موارد النفط والغاز والفوسفات التي مزقتها الحرب، لكنه لم يذكر أي رقم.