(صورة من الأرشيف)
يصل وزير الخارجية الفرنسية « ايف لو دريان » الى لبنان وسط معلومات تتحدث عن انه لا يملك اي مبادرة سياسية لمساعدة لبنان على الخروج من مأزقه، خلافاً لما يتوقّعه اللبنانيون من الدولة التي لعبت دوراً تاريخياً في تأسيس الكيان اللبناني الحديث!
بل هو يحمل مساعدات انسانية للمدارس الكاثوليكية التي تعتمد المنهج الفرنسي في التدريس!
وأشارت معلومات ان فرنسا مستاءة من الوضع الذي آل اليه قطاع التعليم في لبنان عموما والمدارس الفرنكوفونية خصوصا، وان “الام الحنون” (سابقا!) تعتبر ان هذه المدارس العريقة في تاريخها لم تقفل ابوابها ابان الحكم العثماني للبنان والشرق، فكيف لها ان تقفل في القرن الحادي والعشرين؟
وتضيف ان توزيع هذه المساعدات سيتم وفق آلية محددة، تشرف عليها السفارة الفرنسية في بيروت. إذ يبدو ان الحكومة الفرنسية لا تثق بمن ستعطيهم المساعدات، وهي تفضل ان تشرف على توزيعها لمستحقيها بما يؤمن وصولها اليهم، واستمرار عمل المؤسسات التربوية المستهدفة بالمساعدة.
وخلافا ما يشاع فإن لو دريان سوف يبحث مع الحكومة اللبنانية امكان استلامها هبة عسكرية قطرية لسلاح الجو » اللبناني مؤلفة من 12 طائرة ميراج 5-2000 يملكها سلاح الجو القطري ويعمل حاليا على استبدالها بطائرات من نوع “رافال“ فرنسية الصنع. ويزمع امير قطر تقديم طائرات الميراج الى لبنان، وسط معارضة واستياء من إسرائيل، التي تعتبر ان هذه الطائرات التي يبلغ مداها 1500 كلم يمكن أن يشكل تهديدا لامنها، كونها تطال اي هدف داخل الاراضي الاسرائيلية.
وتشير المعلومات الى ان « لو دريان » لا يحمل اي مبادرة اخرى، سوى الضغط على حزب الله للتهدئة وعدم التصعيد انسجاما مع مواقف الخارجية الفرنسية والرئاسة على حد سواء التي تخشى إنزلاق المنطقة الى مخاطر حروب وفوضى لا يمكن التكهن باضرارها.. وهذا، خلافا لوجهة نظر الاجهزة الامنية الفرنسية التي تعتبر أنه لا يمكن الوثوق لا بإيران ولا بحزب الله لأنهما يراوغان للوصول إلى أهدافهما، ثم يتوسلان الإرهاب متى عجزا عن تحقيق اهدافهما بالسياسة.
وأشارت معلومات الى ان الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل اتفقا على إعادة تفعيل آلية « إنستكس » الأوروبية التي أنشأها الأوروبيون للإلتفاف على العقوبات الأميركية التي فرضها الرئيس ترامب بعد انسحابه من المعاهدة النووية التي تم التوصل إليها في ٢٠١٥.
وأفادت معلومات أن ماكرون اتصل للغاية نفسها بنظيره الايراني حسن روحاني ليبلغه انه اتفق مع ميركل والجانب الصيني على تفعيل آلية « إنستكس » على ان لا تشمل مشتريات الاسلحة، حتى نهاية العام 2023.
وفي سياق متصل، لا تشير المعلومات إلى ان مبادرة البطريرك الراعي تلقى اهتماماً كبيراً في الاليزيه ولا في الخارجية الفرنسية حتى لكأنها ليست مسموعة، وان « لو دريان » سوف يستمع الى البطريرك الراعي من دون ان يكون لديه اي تتمة لحديث البطريرك.
أخيراً، تشير المعلومات ايضا الى ان « لو دريان » سيكرر في بيروت موقف حكومته من ضرورة تطبيق الحكومة اللبنانية الاصلاحات المطلوبة لوقف الهدر والفساد، من اجل ان تتمكن فرنسا من مساعدة لبنان، وإعادة تفعيل مقررات مؤتمر “سيدر“، وان على اللبنانيين مساعدة انفسهم ليتمكن العالم من مساعدتهم.