تكثفت الاتصالات ليل امس الأحد بين « حارة حريك » و « عين التينة » من اجل ثَنيِ منتمين لحركة « امل » التي يرأسها نبيه بري رئيس المجلس النيابي اللبناني، عن المشاركة في الاحتجاجات المقررة اليوم في سائر المناطق اللبنانية!
حتى فجر اليوم الاثنين، لم تتوقف الضغوط على نبيه بري من قبل حزب الإحتلال الايراني، للايعاز لانصاره، في محلتي “الخندق الغميق”، و “البسطا”، في العاصمة اللبنانية بيروت، بعدم المشاركة وقطع الطرقات وحرق الدواليب علما ان هؤلاء كانوا هم من تولى عمليات التكسير للممتلكات العامة والخاصة في اعمال الشغب التي اندلعت يوم الثلاثاء في الثالث والعشرين من الشهر الفائت. ما اضطر الحزب الايراني الى انزال ما يعرف بـ “وحدات الإنضباط” الى مداخل الخندق الغميق من اجل ضبط عناصر حركة “امل”، ووقف التدهور في الشارع.
الفيديو أدناه جماعة « الموتوسيكلات » في « خندق الغميق »: كانوا يضربون « الثوار »، الأن صاروا منهم! « بيع صاروخ وطعمينا! »
بري ارسل احمد البعلبكي موفدا من قبله لابلاغ المنتمين لحركة “أمل” بضرورة التزام الهدوء، وعدم المشاركة في الاحتجاجات، ونجح في لجم اعتراضهم مؤقتا، وسط احتجاجات العناصر وشكواهم من تدهور معيشتهم، وعدم التفات اي من المسؤولين اليهم.
المعلومات تشير الى ان التوتر على أشده، منذ قرابة الشهر، بين عناصر “أمل”، ورفاقهم في الحزب الايراني بعد ان برز الى السطح التفاوت الطبقي بين ابناء الطائفة الواحدة!
فعناصر “امل”، غالباً موظفون في الدولة، أو « المصالح المستقلة »، أو البلديات، ويقبضون رواتب بالليرة اللبنانية. والمشكلة أن رواتبهم، التي لم يكونوا دائماً « يستحقونها »، لم تعد تغني ولا تسمن!
في حين ان عناصر الحزب الايراني، ما زالوا يقبضون مخصصاتهم، وان تدنّت واقتُطع منها، بـ« دولار » الشيطان الأكبر، بفضل نهَب واردات « الجمارك اللبنانية »، وبفضل ما يرد من أموال « ممانعي » عصابات المخدّرات من أميركا الجنوبية!
حزب الإحتلال عوّض بعض الشيعة عن مسؤوليته في تفجير المرفأ!
وتضيف المعلومات ان عائلات شيعية من غير المنتسبين للحزب الايراني كانوا حتى الشهر الفائت، يقبضون ويتلقون مساعدات باعتبارهم تضرروا من تفجير مرفأ بيروت! وان هذه المساعدات كانت لمدة ستة اشهر بعد التفجير. علما ان المناطق التي يقطنوها لم تلحق بها اضرار جسيمة على غرار تلك التي كانت مواجهة لعصف التفجير!
وبعد توقف تلك المساعدات، ومع الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الاميركي، اشتد خناق الازمة الاقتصادية على رقابهم، وباتوا يجاهرون بالفروق بينهم وبين اترابهم في الحزب الايراني، وينتقدون طريقة تعاطي رئيس « الحركة » من جهة معهم، قياسا الى طريقة تعاطي الحزب الايراني مع انصاره، فضلا عن مقارنة بري بزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط، وطريقة تعاطيه مع منطقته والمنتسبين للحزب الاشتراكي.
ويشكو ابناء “أمل”، من فقدان الادوية في مستوصفات الحركة، في حين ان مستوصفات الحزب الايراني لا يعوزها شيء، ومستوصفات الحزب الاشتراكي، تسير بشكل طبيعي!
ويقول عناصر “امل” إن جنبلاط منذ بداية “ثورة 17” تشرين، استنفر المتمولين في طائفة الموحدين الدروز في لبنان والخارج، ودفع من ماله الخاص ملايين الدولارات لدعم المستشفيات والمستوصفات في حين حول فروع حزبه الى خلايا للخدمة الاجتماعية، في الوقت الذي بات فيه عناصر حركة “امل” متروكين لمصيرهم بلا سند.
هل سينجح بري عبر البعلبكي او سواه في الاستمرار في لجم حركة انصاره الاحتجاجية، بناء على حسابات تتعلق بإيران ومصالحها ومصالح ربيبها الحزب الايراني؟
وهذه المرة ليست بكبسة زر من اجل ممارسة الضغط على اخصامهم السياسيين بل بسبب الفقر الذي دق ابوابهم! فتعالت صرخاتهم “نحنا جوعانين يا سيد“، في اشارة الى حسن نصرالله امين عام الحزب الايراني.
من سخرية الأقدار أن « الثنائي الشيعي » تكّرس اليوم كـ« ثنائية طبقية »!
فأبناء “امل” لم يعودوا لبنانيين متميزين ومتماهين مع « فائض القوة » الذي اوهمهم نصرالله ان الطائفة تملكه وتستفيد منه. بل تساووا مع مواطنيهم اللبنانيين الآخرين، من كل الطوائف!
وبقي « التميز » من خاصية عناصر الحزب الايراني حتى نفاذ الدولار النقدي من خزائن الحزب!