عندما تم إخراج “مهسا” من الشاحنة (شاحنة دورية الآداب) تمكّنْتُ من رؤيتها من نافذة أحد الطوابق، كانت الفتاة خائفة جدًا وتصرخ بصوت عال وهي تضع يديها على رأسها.
ذهَبَت إليها إحدى الأخوات وقالت: لا تصرخي يا سيدتي، سوف توقّعين على تعهّد وسوف يتم إطلاق سراحك في غضون ساعة. لكن الفتاة (مهسا) كان خائفة بصورة شديدة لدرجة أنني أعتقد أنها لم تسمع كلمات الأخت التي تحدثت معها على الإطلاق وظلّت تصرخ وتطالب بإطلاقها.
كان عناصر شرطة الآداب يجرّون مهسا صوب معتقل وحدة الآداب وهي مستمرة في الصراخ. وفجأة، جاء نحوها قائد الوحدة العقيد سيد عباس حسيني، الذي كان ينوي التوجه الى كربلاء للمشاركة في مراسم أربعين الإمام الحسين، حيث قام قبل ساعات بطلب العفو من جميع قوات الوحدة قبل أن يتوجه إلى كربلاء، جاء نحو مهسا فيما بدا غاضبا جدا لسماع صراخها، وضربها على رأسها بقبضة قوية وقال: “اسكتي أيتها القذرة”.
وفجأة ساد الصمت أرجاء المكان وسقطت مهسا على الأرض. ثم ركلها وطلب من عناصر الآداب نقلها إلى أسوأ معتقل في المركز.
كانت مهسا فاقدة للوعي، لكن نساء الآداب حاولن رفعها. وقالت إحدى نساء الآداب بإنها (أي مهسا) لا تتمارض يا عقيد أنها فاقدة للوعي، وقالت أخرى إنها تنزف من أذنيها.
وفجأة انطلق الجميع في عجلة من أمرهم، وعاد العقيد الذي لم يرد أن يهيمن عليه القلق إلى مكتبه بغروره المعتاد، واستغرقت سيارة الإسعاف عشرين دقيقة لتأتي إلى الوحدة وتنقل مهسا إلى المستشفى.
إذا لم يكن هناك تداخل في برنامج عمل العقيد فهو الان في كربلاء للمشاركة في مراسم الاربعين.
وأنا، وفقا للواجب الديني وشرف الواجب العسكري الذي أقسمت عليه، قمت بنشر الحقائق بشأن الحادثة للشعب الإيراني، كما أنني أرسلت هذا الذي كتبته إلى مكتب تحقيقات وحدة الآداب وإلى مكتب القائد الأعلى (المرشد).
مهسا لم تتعرض لنوبة قلبية أثناء توقيفها، وهذه أكبر كذبة يرتكبها المخالفون للقانون في قتل فتاة مسلمة.
مع الاحترام والتعازي لأسرة المرحومة مهسا أميني
كاتب المقال: أحد العناصر المنتمية لـ”مركز الإخبار”، لـ”قدامى المشاركين في الحرب العراقية الإيرانية”.