كما بعد اغتيال رفيق الحريري: أرسل الإيرانيون “جرّافات” لإخفاء “شيء ما” في حطام الطائرة المنكوبة!
تداولت أنباء غير مؤكدة، نقلا عن مصادر في “الحرس الثوري الإيراني” ، أن الحارس السابق لزعيم فيلق القدس “قاسم سليماني” كان ضمن ركاب الطائرة الأوكرانية التي أُسقِطت بصاروخ إيراني فوق طهران الأربعاء الماضي.
وقالت المصادر إنه في حال تأكدت هذه الأنباء فإن التحقيق في عملية إسقاط الطائرة سوف يتعقّد، خاصة وأن هناك شكوكا أوكرانية بوجود تعمّد في عملية ضرب الطائرة.
وأضافت المصادر أنه كان مقررا أن يغادر الحارس السابق لسليماني وزوجته إلى كندا عن طريق العاصمة الأوكرانية “كييف”، فتمكّن من خلال السلطات التي يمتلكها من ركوب الطائرة، وأن “استخبارات الحرس الثوري” علمت بالأمر بعد مغادرة الطائرة أرض المطار، فتم الطلب من كابتن الطائرة العودة، إلا أنه رفض مبرّرات السلطات الإيرانية، فصدرت الأوامر بعد ذلك باستهداف الطائرة.
وكان وزير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني “أوليكسي دانيلوف” قال قبل يومين إن الإيرانيين قد يكونون حاولوا طمس الأدلة لإخفاء السبب الحقيقي لإسقاط الطائرة الأوكرانية.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن دانيلوف قوله: “ربما كان لدى الإيرانيين رغبة بألا يٌكشف شيء”، وأضاف قائلا: “لقد تصرفوا (في موقع الحادث) بسرعة لإخفاء كل شيء”. وتابع: “ما فعلوه وما بدا عليه الوضع عندما عايناه كان فظيعا”.
واُستخرج من تحت أنقاض الحادث الصندوقان الأسودان للطائرة، المُسجلة فيهما بيانات الرحلة والأصوات داخل قمرة القيادة. بيد أنه ثمة تقارير أخرى تفيد بأن جرافات أُرسلت إلى موقع تحطم الطائرة قبل وصول المحققين الدوليين، مما أثار تكهنات بأن الأدلة قد دُمرت.
ولفت دانيلوف إلى أن المحققين الأوكرانيين توصلوا إلى قناعة بأن الطائرة ضُربت بصاروخ خلال رحلتها من طهران إلى كييف بعد 3 ساعات فقط من بدء عملهم في موقع الحادث.
ولم تعترف إيران في البداية باستهداف الطائرة الأوكرانية، لكنها أكدت السبت أن الدفاع الجوي التابع للحرس الثوري استهدفها عن طريق “الخطأ” بناء على اعتقاد بأن صاروخ “كروز” يتجه نحو طهران في ظل التصعيد مع أمريكا.
وكانت طهران أنكرت في البداية سقوط الطائرة بسبب صاروخ، وقالت إنها تمتلك أدلة مقنعة في هذا الإطار. وأشارت السلطات إلى أن الرادار فقد الاتصال بالطائرة التي كانت على ارتفاع 8000 قدم (2400 متر) بعد دقائق من إقلاعها. وأفاد تقرير أنه لم يكن هناك أي نداء استغاثة عبر موجات الراديو من الطيار.
وقال رئيس شركة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية: “لم نشك للحظة في أن طائرتنا وطاقمها يمكن أن يكونا سبب هذا التحطم المروع”. ونفت الشركة أن تكون الطائرة قد انحرفت عن مسارها قبل تحطمها، مشددة على أنه من المفترض بالمسؤولين إغلاق المطار، (في ظرف وجود نشاطات عسكرية).
وبموجب البروتوكول الدولي، عادة ما يقوم البلد الذي تحطمت فيه الطائرة بقيادة التحقيق. ويقتضي التحقيق مشاركة مسؤولين أمريكيين، وبضمنهم خبراء من مجلس سلامة النقل الوطني (NTSB) وذلك لأن الولايات المتحدة هي البلد المُصنّع للطائرة.
وكانت إيران قد استبعدت في البداية تسليم أي معلومات إلى السلطات الأمريكية، إذ ليست هناك أي علاقات دبلوماسية بين البلدين إلى جانب التوتر الحالي بينهما.
بيد أن ممثل إيران لدى منظمة الطيران المدني الدولية التابعة للأمم المتحدة، قال لوكالة رويترز للأنباء إن إيران قد دعت رسميا مجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي للمشاركة في التحقيق، الذي وافق على تعيين محقق في الحادث.