• تخوّف لدى حلفاء طهران من المصالحة المرتقبة بين الأسد وإردوغان طهران
أكد مصدر في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، أن الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، حمل، خلال زيارته الأخيرة لطهران قبل أيام، حيث شارك في مراسم ذكرى اغتيال الجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني، رسالةً من نصرالله إلى خامنئي يطلب فيها، خصوصاً، زيادة الميزانية التي تصرفها طهران للحزب. وحسب المصدر، كان مقرراً أن يلتقي نصر الله الرئيسين السوري بشار الأسد والإيراني إبراهيم رئيسي في دمشق، ثم يسافر إلى طهران على متن طائرة الأخير للقاء خامنئي، والمشاركة في إحياء ذكرى سليماني، إلا أن الأزمة الصحية التي ألمّت بنصرالله حالت دون ذلك، في حين من المتوقع أن يزور رئيسي دمشق خلال الأيام المقبلة.
وقال المصدر لـ «الجريدة»، إن رسالة نصرالله تضمنت طلباً من خامنئي لزيادة مخصصات الحزب، مرفقاً بتقرير مفصل عن تأخر طهران في تسليم الحزب بعض مخصصاته، وهو ما أضرّ بقدرته على تقديم المساعدات لمناصريه، في حين تتصاعد حدة الأزمة الاقتصادية في لبنان. وأكد أن خامنئي تكفّل بدفع المبالغ المتأخرة بشكل فوري، وتم بالفعل تسليم قسم منها مباشرة إلى قاسم، في حين جرى إرسال قسم آخر بطائرة شحن عسكرية عبر سورية السبت الماضي.
وأضاف أن خامنئي أبلغ قاسم زيادة 20 في المئة على المخصصات التي سينالها الحزب من طهران، وأكد له أن تأخير بعض المدفوعات كانت بسبب انهماك السلطات الإيرانية في معالجة خلل بنيوي في عمل مصرفها المركزي، لا بسبب نقص الأموال.
وأشار إلى أن خامنئي طمأن قاسم إلى أن أزمة الاحتجاجات التي تشهدها إيران، منذ سبتمبر الماضي، باتت في نهايتها، وأن الجزء الصعب من الأزمة قد ولّى، وعلى «حزب الله» وباقي حلفاء طهران في المنطقة ألا يقلقوا على قوة واستقرار نظام الجمهورية الإسلامية.
وأوضح أن البند الثاني في رسالة نصرالله كان يتعلق باحتمال توصل الرئيس الأسد إلى مصالحة مع تركيا برعاية روسية، خصوصاً بعد دخول الإمارات على الخط، مضيفاً أن «حزب الله» أبدى تخوفه من احتمال أن تؤثر الصفقة سلباً على نفوذ طهران في سورية، وأن بعض الخبراء العسكريين في الحزب اقترحوا نقل بعض الأسلحة النوعية، خصوصاً الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة المخزنة في سورية إلى لبنان تحسباً من احتمال أن تتضمن الصفقة، التي ستوافق عليها واشنطن وتل أبيب، على الأرجح، بنوداً سرية تقيّد وصول الحزب إلى هذه الأسلحة.
وتابع المصدر، إلا أن خامنئي استبعد أن يهتز الحلف السوري ــ الإيراني بالمصالحة المرتقبة، خصوصاً أن التعاون بين موسكو وطهران في ازدياد نوعاً وكماً على ضوء الحرب في أوكرانيا، وبالتالي فإن المصالح الإيرانية في سورية ستكون مصونة في أي اتفاق، فضلاً عن أن طهران أبلغت موسكو وأنقرة، بشكل واضح، أنها تدعم تسلّم الجيش السوري الأمن في الشمال، وهي تعتبر أن الطرف الخاسر في حال إبرام الاتفاقية هو واشنطن التي سيكون عليها أن تعيد الحسابات فيما يخص وجودها العسكري في سورية، وإذا ما كانت ستتكيّف مع الواقع الميداني الجديد في شمال سورية أم ستضطر إلى سحب جنودها.
ولفت إلى أن النقاشات بين قاسم والمسؤولين الإيرانيين الذين التقاهم، لا سيما مستشار المرشد للشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي، أظهرت قلقاً لدى الحزب اللبناني المرتبط بإيران من احتمال أن تتحول إيران وخلفها حلفاؤها بمن فيهم الحزب إلى ورقة في التجاذبات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا من الجهة الأخرى مع تشابك ملفي سورية وأوكرانيا، في ظل التقارير بأن تل أبيب طلبت من موسكو كبح الوجود الإيراني في سورية مقابل امتناعها عن تسليم أوكرانيا أنظمة دفاع جوي ضد المسيّرات الإيرانية والروسية. وفي المقابل هدد الروس تل أبيب بإطلاق يد إيران في الجنوب السوري إذا سلّمت تلك الأنظمة لكييف.