هل ألغى نظام خامنئي شرطة الأخلاق فعلاً، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية يوم الأحد؟
القرار “كبير جداً”، ومثير للدهشة.
لأنه يعني، بشكل ما، “إدانة” من النظام لسلوك عُسُسٍهِ وقتَلَتِه! كما لو أن بريجنيف في زمن “المنظومة الشيوعية” اعترف بأن “الكا جي بي” ارتكب خطاً!!
والأهم، لأن فرض الحجاب على المرأة هو “مُشتَرَك” أساسي بين كل دُعاة الإسلام السياسي، سواءً الشيعة أو السنّة! بكلام آخر، العداء للمرأة أهم، في إيديولوجيات الأصوليين، سنّة وشيعة، من العداء لإسرائيل. وإذا تخلّى عنه خامنئي، فسيكون ذلك “تنازلاً كبيراً جداً” يذكّر بكلام الشاه الذي قال للإيرانيين “انا فهمتكم”.. قبل وقت قليل من سقوطه!
بعد انتشار خبر “حل” شرطة الأخلاق، التي ربما كانت وكالة الصحافة الفرنسية أول من عمّمه، وردت تعليقات ملفتة للنظر من أكثر من مصدر، ومن اكثر من عاصمة شرق أوسطية، تحذّر من أن هنالك “سوء فهم”، أو حت “مناورة” من النظام لتخفيف ضغوط الإحتجاجات.
المعارض على تويتر “آرش عزيزي” Arash Azizi شرح سبب “سوء الفهم”. فقد كتب أنه “أثناء مؤتمر صحفي، سأل أحدهم النائب العام لماذا لم تعد “دورية الأخلاق” مرئية؟ فأجاب منتظري أن دورية الأخلاق لا ترتبط بالقضاء بل بالشرطة، وقال “هم أطلقوها وهم أقفلوها بأنفسهم”. وسارع لإضافة أن القضاء سيواصل مراقبة “السلوكيات في المجتمع”!
ولهذا السبب سارعت صحافة العالم لإعلان أنه تم “إقفال” دورية الأخلاق”(كما تسمى شرطة الأخلاق في إيران). ولكن كلام منتظري هو، في أفضل الأحوال، ملاحظة غير واضحة وغير قاطعة رداً على سؤال تم طرحه في مؤتمر صحفي.
يضيف “آرش عزيزي” في تغريداته: “مع ذلك، هنالك أدلة على نقاش داخلي في النظام حول ما إذا كان مطلوباً تخفيف، أو تغيير، أو إعادة توضيب أو تعديل قوانين الحجاب بشكل من الأشكال، مع أنه مستبعد جداً جداً أن يقدّم خامنئي أي تنازل على هذا الصعيد”!
وهذا رأينا أيضاً.