كشف مصدر في مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الأخير تلقى صباح أمس الأول تقريراً من منظمة الطيران المدني الإيرانية وأجهزة الاستخبارات تؤكد أن الطائرة الأوكرانية تم إسقاطها بصاروخ لـ «الحرس الثوري» أطلق من قاعدة متحركة، وأن منظمة الطيران لا تستطيع الاستمرار في إنكار ذلك.
وقال المصدر إن روحاني توجّه فور تلقيه التقرير إلى مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي وقدّم استقالته، وطلب منه إدارة البلاد بجانب «الحرس»، أو إجراء انتخابات مبكرة، لأنه لا يستطيع الاستمرار بإدارة البلاد على هذا النحو.
وأضاف المصدر أن أحد أسباب غضب روحاني كان أن قرار ضرب القواعد الأميركية في العراق تم اتخاذه، دون علم الحكومة أو المجلس الأعلى للأمن القومي، من قبل المرشد وقادة «الحرس»، لافتاً إلى أن إعلام الحكومة تم في اللحظات التي سبقت شنّ الهجوم، وهو ما اعتبره الرئيس «تشككا وعدم ثقة».
وأشار إلى أن منظمة الطيران أكدت لروحاني أنه كان يجب إغلاق المجال الجوي أمام الملاحة المدنية لـ «تفادي الكارثة»، لكن إعلام الحكومة المتأخر حال دون ذلك.
وأكد المصدر أن «الحرس الثوري» كان رافضاً حتى إبلاغ رئيس الحكومة العراقية بالهجوم على أساس أن العراقيين سيخبرون الأميركيين وينذرون قواتهم، لكنّ روحاني أمر مكتبه بالاتصال مباشرة برئيس الوزراء العراقي وإبلاغه، لكي لا يؤدي مقتل جنود عراقيين إلى تداعيات مضاعفة في العلاقات.
ولفت المصدر إلى أن «المرشد أخبر روحاني بداية أنه لم يكن على علم بشأن وقوع الحادث، وأنه علم به يوم الجمعة مثله، لكن التقارير التي كانت بحوزة روحاني كانت تؤكد أن خامنئي علم منذ مساء الأربعاء، وأن الحرس أقنعه بضرورة التغطية على الحادث، كي لا تطغى أخباره على ضرب القواعد، ووعده بأنه يستطيع إخفاء الموضوع».
وأمام موقف روحاني الغاضب، أمر المرشد قيادة الأركان الإيرانية بإصدار بيان تتحمل فيه جميع المسؤوليات بالنسبة للحادث، وأمر رئيس الجمهورية بالاستمرار في عمله، وتجنّب تصرفات تزيد من تعقيدات الأمور والضغوط على البلاد. وبحسب المصدر، فإن روحاني عاد من مكتب المرشد عند الفجر، ساحباً استقالته، إلا أنه أكد لمستشاريه أنه لن يستطيع العمل بهذا الأسلوب من الآن وصاعداً، وسوف ينتهز أول فرصة ممكنة لتقديم استقالته وجعل «الحرس» يتحمّل كل المسؤولية «لربما يمكنهم إدارة البلاد أحسن منه».
يذكر أن الحكومة الإيرانية أصدرت بيانا أمس نفت فيه صحة ما وصفته بـ «شائعات استقالة روحاني، بعدما تبيّن له أن القوات المسلحة هي التي أسقطت الطائرة».
“الجريدة” الكويتية