في ظل تعقيدات الوضع الذي يعيشه لبنان و في ظل الدمار و الموت الذي يهيمن على سوريا تتجه محاولات لعقد القمة الاقتصادية العربية في بيروت، و دعوة بشار الأسد للمشاركة بها في محاولة جديدة لتعويم نظامه المتهم بجرائم الحرب و جرائم ضد الإنسانية مدعوما من إيران و ميليشيات حزب الله و بعد أن أثبت الأسد أن لا حدود للتجاوزات السياسية و العسكرية و الإنسانية التي يمكنه القيام بها بهدف بقائه في السلطة و بعد أن بات منبوذا دوليا تصر جهات عربية و لبنانية على دعوته بهدف كسر العزلة و إعادته لجامعة الدول العربية.
في هذا السياق، تدعو الشخصيات السورية و المجموعات السياسية الموقعة على هذه الرسالة، اللبنانيين، حكومة و شعبا إلى تذكر الماضي القريب و أعمال نظام الأسد الأب الذي دمر الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية في لبنان و سطا على أموال اللبنانيين، النظام الذي عزز الفتنة و الصراع عبر دعم أطراف لبنانية موالية له شاركت و تشارك بتدمير البلدين و مستقبل المنطقة.
ندعو الإخوة في لبنان إلى تذكر الاغتيالات التي ارتكبها نظام حافظ الأسد بحق شخصيات بارزة و زعماء لبنانيين و منهم على سبيل الذكرى لا الحصر الزعيم كمال جنبلاط و المفتي حسن خالد و الرؤساء رينيه معوض و بشير الجميل تابع بعده نظام بشار الأسد باغتيال الرئيس رفيق الحريري و جورج حاوي و جبران تويني و الصحفي سمير قصير و هم رايات و أعلام لبنانية، هو ذات النظام الذي تسعى جهات محددة لدعوته لحضور القمة في دليل واضح لتواطئها معه في جميع تلك الجرائم.
على لبنان الدولة و الشعب أن يتذكر جيدا أن جيش حافظ الأسد وميليشيات سرايا الدفاع التابعة لرفعت الأسد ارتكبوا المجازر بحقهم عند اجتياح لبنان عام 1975 من عمليات اغتصاب و سرقة و نهب و إذلال و نذكرهم بمركز التعذيب في عنجر الذي قاده غازي كنعان و رستم غزاله.
من يقبل بعودة نظام بشار الأسد للبنان يقبل بما سبق كله و يعيد لبنان مجددا لحظيرة الأسد و لتقاسم السلطة في لبنان بينه و بين حزب الله و فقدان السيادة اللبنانية و هيمنة إيران و توسعها و كل ذلك على حساب الشعب اللبناني، وحدته، مصالحه و مستقبله المهدد بتمكين نفوذ قوى عسكرية تابعة لحزب الله في شؤون الحكم المدني.
من يقبل بإعادة تأهيل الأسد يقبل أن يكون شريكا في قتل السوريين و ارتكاب أفظع المجازر ضدهم فقد كانت ميليشيات حزب الله اللبناني الذي يقوده حسن نصر الله شركاء في تدمير سوريا و قتل السوريين على الهوية و شركاء في التغيير الديمغرافي للعديد من المدن السورية أهمها الزبداني و مضايا و القصير.
كل من حمل مبادىء الثورة السورية لن ينسى احتضان لبنان الشعب للنازحين و المهجرين و لسياسيين سوريين و دفاعهم عن نيل الشعب السوري حقوقه فثورة الحرية و الكرامة في سوريا هي جزء لايتجزأ من ثورة الأرز في لبنان فحرية البلدين مسار واحد.
و عليه فإن الوقوف بحزم ضد حضور بشار الأسد قمة بيروت الإقتصادية و ضد تعويمه واجب اتجاه مصلحة لبنان أولا و لتفادي إعادة التاريخ المرير و الحفاظ على لبنان حرة و من أجل مصلحة المنطقة عموما و يدعمه كل سوري آمن بحق البلدين بالحياة المستقرة المزدهرة لجميع أبنائها بعيدا عن هيمنة أقطاب التطرف و السلطوية.
أوائل الموقعين:
تكتل السوريين
فراس سعد
كاتب وناشط سياسي