إلى من يتجه إلى كربلاء، سلم رسالتي هذه للحسين بن علي…
تحية للحسين بن علي.
اغفر لي لعدم تمكني من المجيء بنفسي (إلى كربلاء)، فنسلُ النبي ونسلُكم سيطروا على بلدي (إيران) بالكامل.
فمنذ ذاك اليوم الذي لم يكن فيه أحفادك (“السادة”) قد وصلوا إلى السلطة في إيران، كنّا نجلّهم ونحترمهم. ولمّا وصلوا إلى السلطة، قمنا نحن الشعب الإيراني وبفخر، لكن من دون دراية بالتاريخ الايراني، بالإطاحة بحكومة شاه إيران الإمبريالية، التي كانت مرتبطة بالثقافة والحضارة الإيرانية، فارتكبنا أكبر خيانة في تاريخ البشرية، فقط من أجل ذريتك (“السادة”).
لكن، خلال 40 عاما من حكم ذريتك، رأينا ما يكفي من البؤس والفساد والنهب والاغتصاب والقتل، فاضطررنا خلاله للنظر إلى التاريخ وإلى الماضي.
أنا متفاجئ!
كنت عاجزا عن الكلام عندما تعرّفت على الحروب التي خضتها أنت مع أسلافنا من أجل أن نصبح نحن مسلمين ونذهب إلى الجنة، متفاجئ من عدد القتلى من أسلافنا الذين سقطوا على أيديكم.
لم يعد هناك شك بالنسبة لي عندما رأيت أنك اخترت ابنة ملِك بلدي (الأميرة شهبانو ابنة “يزدجرد الثالث”) زوجةً حينما كانت في الأسر، والتي أنت نفسك منذ البداية، مثل سيد روح الله الخميني وسيد علي خامنئي وسيد أحمد خاتمي وسيد أحمد علم الهدى وغيرهم من السادة الذين هاجموا واحتلوا بلدي.. كانت نيتكم منذ البداية أن تأخذونا إلى الجنة بعد الموت، بشرط أن تجعلوا عالمنا جحيما من خلال النهب والقتل والاعتداء.
لكنني لا أريد الجنة بعد الآن، ورجاء دعنا نستفيد من العالم الذي نحن فيه والذي حوّله أبناؤك إلى جهنم.
إن كل ما يأخذونه من الخزانة لا شيء مقابل الأموال التي تصرف لضريحك وأعمال التوسعة التي يقومون بها، فنحن ما زلنا ندفع ثمن ذلك، من أبواب ومزارات مطلية بالذهب إلى شراء أراض في العراق لتوسعة الضريح.
أيها الإمام، قدمنا تضحيات مؤلمة منذ 1400 عام حتى وصلت الأمور إلى ذروتها الآن، ولا يوجد المزيد لدينا لنقدمه. فأبناؤنا ومواطنو بلدي يبيعون أطفالهم ويبيعون الكِلى والقرنيات. وتمت تغطية ممارسة الدعارة والفساد في بلدي بالكامل من قبل إدارة أبنائك “السادة” وأصبح ذلك أمرا طبيعيا.
لم يعد الناس قادرين اليوم على الاستمرار في حياتهم دون دفع المزيد من التكاليف التي يتم إنفاقها في “كربلاء” – المكان الذي جرت فيه المواجهة العسكرية بين أسرتك وبين خالك شمر والأقارب الآخرين من أجل التنافس على السلطة – من جيوب رجال ونساء إيرانيين يعيشون في فقر وبؤس في المناطق النائية من بلادي.
سأختم حديثي بالقول إنه لا أحد سعيد في بلدي بسرقة ممتلكاته من أجل إقامة أجواء طقوسية كبيرة لموتك. نعم سيد حسين، أعلم أن شعب إيران قدم كل ما لديه بسبب جهله، وما لم يقدّموه تم أخذه من الشعب بالقوة.
أتمنى وصول ذلك اليوم الذي يصفّي فيه أبناء بلدي حساباتهم مع هؤلاء “السادة”.
عزيزي حسين، إعلم أنه حتى الآن لم أشعر أبدا بهذا المستوى من الخجل والإذلال أمام أبناء وطني، أحفاد “داريوش” و”كورش الكبير”، بسبب انتمائي إلى نسل “السادة”.
مُرسِل الرسالة
ابن النبي
د. محمد نوريزاد (معتقل في أحد سجون إيران)
ترجمة الشفاف
*
إقرأ أيضاً:
مؤلّف “إجلس يا علي لكي أنصحك”: المعارض الإيراني “محمد نوري زاد” حاول الإنتحار في السجن
رسالة من المخرج الإيراني “محمد نوري زاد”: إجلس يا “علي” لكي أنصحك!