ثلث المسيحيين غادروا العراق نهائياً، وبقي بين 300 ألف و500 ألف
سويس أنفو- في صحيفة “24 ساعة” السويسرية الصادرة بالفرنسية ليوم 5 فبراير الجاري، أجرى الصحفي أندرياس أليمان، حواراً مع رئيس أساقفة مدينة الموصل العراقية، نجيب ميخائيل، على هامش زيارة له إلى مدينة جنيف مؤخّرا، والذي شدّد على “الحاجة الملحة إلى إعادة بناء الثقة بين سكان الموصل بعد صدمة الحرب ضد “تنظيم الدولة””. ومن أبرز ما جاء في هذا الحوار ما يلي:
في ردّه على سؤال بشأن عودة المسيحيين للعيش في مدينة الموصل، أجاب رئيس الأساقفة: “ليس لدينا إحصائيات،.. نعتقد أن ثلث المسيحيين في العراق قد غادروا البلاد بشكل نهائي، وأن الثلث الثاني يراقب الوضع في بلدان الجوار، ولم يبق في العراق إلا الثلث الأخير، ويتراوح العدد بين 300 ألف و500 ألف. لكن جزء مهم من الذين فرّوا من الموصل مازالوا في كردستان أو في سهل نينوى. ربما ظل يعيش في المدينة قرابة 30 أسرة، وغالبا ما يكونون موظّفين حكوميين”.
وعمّا إذا كان لا يزال يلازمهم الخوف، أجاب نجيب ميخائيل: “المسيحيون يعانون من الصدمة: غالبا ما كان جيرانهم هم الذين يبلّغون عنهم داعش، ثم نهبوا منازلهم. وكانوا هم أنفسهم من زرع القنابل أمام الكنائس، وهذا حتى قبل 2014. أنصار داعش لم يختفوا حتى الآن من الموصل، هم حلقوا لحاهم فقط. وهناك بالتأكيد الكثير من الخلايا النائمة. هؤلاء متعصبون وأسرى إيديولوجيا تسعى إلى القضاء على الآخر وسحقه من الوجود، بدلا من النظر إليه كثراء. حتى المسلمين خابوا ظنهم في داعش: لقد عاملهم الجهاديون ككفار، ظنا منهم أنهم يمارسون إسلاما خاطئا. لقد أدى هذا إلى فتح أعين الكثيرين. وبدأوا يكافحون التطرّف والتشدّد، ولا يسمحون للخطباء بتبرير ما فعله المتشددون ضد اليزيديين مثلا”.
وعما إذا كان رجل الدين المسيحي قلقا مما يحدث في بغداد، يجيب: “على العكس من ذلك، هذه المظاهرات هي منبع أمل. هؤلاء شباب شيعة بالأساس يعارضون تأثير الملالي على النخب السياسية. إنهم يريدون حكم القانون والعلمانية والاستقلال عن القوى الأجنبية في المنطقة”.