كلام د. فارس سعيد « وَصَل »! الرسالة وصلت، وبات فارس سعيد « ضميراً لبنانيا » يجرؤ، وحده، حيث يُوارب الآخرون! سخرية الأقدار أن تنتقل صفة « الضمير » من « الكتلوي » الراحل العميد ريمون إده إلى خصم « دستوري » عنيد! لا بأس، فلبنان هو المُشتَرك! 80 بالمئة من اللبنانيين باتوا يعتبرون أن لا خلاص للبنان إلا برفع الإحتلال الإيراني!
سواءً رفع حزب الله دعوى ضد فارس سعيد، أو ألحقها بدعوى ثانية! صوت فارس سعيد لم يعد صوتاً صارخاً في البرية!
الشفاف
*
أهمية كلام البطريرك الراعي اليوم هو أنه أتى أمام رئيس الجمهورية الذي هو حتى الآن الحليف الرسمي والشرعي لحزب الله!
حتى هذه اللحظة لم يستطع الرئيس إقناعَ حزب الله بفك أسر الحكومة اللبنانية والسماح بانعقادها، لأن الحزب وضع الحكومة في الثلاجة ووضع شرطاً للإفراج عنها هو الإطاحة بالتحقيق في تفجير مرفأ بيروت.
لا أعتقد أن البطريرك الماروني والقيادات الدينية الأخرى قادرون على خوض معركة سياسية ضد حزب الله! هذا من اختصاص الأحزاب والشخصيات السياسية.
ما تقوم به البطريركية المارونية كافٍ، بمعنى انها تقول أن حزب الله هو من يحتجز الدولة اللبنانية، هو الذي يشلّ الحكومة، هو الذي يضع يده على عملية بناء الدولة، هو الذي يقرّر السلم والحرب، وهو الذي يفرض هيمنته على جميع اللبنانيين خلافاً للدستور وخلافاً لوثيقة الوفاق الوطني.
على القوى السياسية والشخصيات الوطنية البناء على كلام البطريرك الماروني كحدث تأسيسي من اجل بناء معارضة وطنية عابرة للطوائف تطالب برفع الإحتلال عن لبنان من خلال إزالة سلاح حزب الله الذي هو سلاح غير شرعي حتى يتمكن لبنان من بناء الدولة
ما يطمئن اليوم هو أن الرأي العام اللبناني العريض، من كل الطوائف، ربطَ أزمته بسلاح حزب الله، هذه الربط عمره ستة أو سبعة أشهر!