سعيد: من سرّب “المحضر” و”باليد” لجريدة “الأخبار”؟
مؤتمر صحفي للدكتور فارس سعيد
الخميس 8 تشرين الثاني 2018
بمناسبة مرور سنة على استقالة الرئيس الحريري من السعودية وما صلت إليه الأمور لغاية اليوم.
نشرت جريدة الأخبار في عددها رقم 3608 بتاريخ 6/11/2018، “محضراً” كاملاً لما وصفته برواية ما أحاط بالاستقالة من أحداث و”أسرار وفضائح”.
تناولني التقرير شخصياً بالإسم، لذلك قررت عقد هذا المؤتمر الصحفي ليس من باب طلب التبرئة من أحد أو استجداء عطفٍ من آخر.
أنا شخصية سياسية لبنانية مارستُ السياسة بشفافية أخلاقية وبالتزام سياسي صافٍ ولا أخجل بما قمت وأقوم به، وأواجه الأمور خاصةً إذا أصبحت افتراءات مبنية على أكاذيب.
وانطلاقاً من التزامي الكامل بأصول الأدب السياسي قرّرت الكلام آملاً توضيح بعض الالتباسات التي رافقت وما زالت على ما يبدو تلك المرحلة.
أولاً– إن “التقرير-المقال” الذي نشرته جريدة الأخبار ينقصه كثيرٌ من الدقّة والتدقيق، إذ يتكلّم عن اجتماعات وخلوات وخلايا أزمة وأسماء لم نسمع أنها تكلمت في الاعلام عن هذه القضية.
ثانياً– كنت قد زرت الرئيس سعد الحريري بعد عودته من الولايات المتحدة في صيف 2017 وبعد “حرب الجرود” في بيت الوسط واجتمعنا في جلسةٍ ثنائية.
وبعد استعراض شؤون المنطقة ولبنان صارحته انني بصدد تنظيم لقاء معارض “للتسوية الرئاسية” وما نتج عنها من استتباع الدولة اللبنانية لشروط “حزب الله”.
كما حاولت إقناعه بأن هذه المعارضة ليست موجهة ضدّه بل بالعكس يمكن الاتكاء عليها وعلى صوتها العالي لتحسين ظروف التعاطي مع فريق “حزب الله”.
وكان ردّ الرئيس حازماً بأنه ضد تشكيل اية معارضة للعهد أو له شخصياً.
فكان أن قلت للرئيس بصراحة أنني غير موافق وغادرت تاركاً أطيب العلاقات الشخصية إنما برز التباين السياسي بيننا بوضوح، وكنت أصلاً من ضمن فريق 14 آذار المعارض لانتخاب العماد ميشال عون.
ثالثاً– ما جرى في المملكة العربية السعودية في 4 تشرين الثاني لا علاقة لي به لا من قريب ولا من بعيد، وأتحدّى أن يأتي أحدٌ من المعنيين اللبنانيين أو غيرهم بأي برهان يثبت عكس ذلك.
رابعاً– ندخل الآن في صلب الموضوع.
لماذا تصرّ “الأخبار” اليوم على إعادة فتح هذا الملف؟
لأنه في الظرف الذي تعيشه المملكة وبالأخص مع قضية جمال الخاشقجي، أراد “حزب الله” ومَن خلفَه القول بأن المملكة تسيء التصرّف مع الجميع كما أساءت للرئيس الحريري.
هذا التقرير “المفبرك” يسيء للمملكة العربية السعودية في مكانتها الثابتة دفاعاً عن الحقوق العربية،
كما يسيء للرئيس سعد الحريري في التزامه الثابت مصلحة لبنان في اطار نظام المصلحة العربية المشتركة.
ومن أجل وضع حدّ للتمادي أطالب الرئيس سعد الحريري توضيح ملابسات ما جرى (بمقدار ما يرى أن الظروف القائمة تسمح به)، لوضع حدٍ لهذا الاستغلال الرخيص ولهذا الاصطياد في الماء العكر.
خامساً– إن هذا التقرير يهدف أيضاً إلى حرف الأنظار عن الأزمة السياسية القائمة داخلياً.
أي بدلاً من معالجة اختطاف 4 مليون لبناني من قبل “حزب الله” الذي يمنع قيام الدولة إلا بشروطه، نحوّل الأنظار عن الأزمة ونتكلّم بأسلوبٍ “هوليودي” عن استقالة الرئيس الحريري منذ سنة.
إن أبطال “تحرير الرئيس سعد الحريري من اعتقاله في السعودية” مدعوون اليوم إلى تحرير لبنان من قبضة “حزب الله” الذي نسف الدستور واستبدله بقوة الأمر الواقع.
سادساً- أطلب من النيابة العامة التمييزية اعتبار ما ورد في هذا المؤتمر بمثابة إخبار.