في 20 نوفمبر الماضي خرجت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس إلى الصحفيين لتنفي أخبار تداولتها وسائل إعلام أمريكية عن نية وزير الخارجية مايك بومبيو الاستقالة.
وكانت وسائل إعلام أمريكية نشرت خبرا آنذاك مفاده أن بومبيو أخبر ثلاثة مسؤولين بأنه ينوي الاستقالة من منصبه وأنه يعتزم الترشح لمجلس الشيوخ عن ولاية كانساس.
واستندت مجلة “التايم” الأمريكية، التي نشرت الخبر، إلى ثلاثة مسؤولين من الحزب الجمهوري، من دون أن تذكر أسماءهم، أحدهم كان يعمل في إدارة الرئيس دونالد ترامب، والآخر في الحكومة، والثالث موظف سابق تناوب في العديد من المناصب في الحكومة الأمريكية.
وحسب موقع “العربية نت” بالفارسي، فإن احتمالات تنحي بومبيو عن منصبه في المستقبل القريب تزداد هذه الأيام. واعتبر الموقع أن هذا الأمر سيفرح إيران، لأن وزير الخارجية الأمريكي يُعتبر ركيزة أساسية في إدارة ترامب. لكن بين ثنايا هذا الخبر السار لطهران، هناك ثلاثة أخبار محزنة. أولا، يخطط بومبيو لخوض انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي، وثانيا، كل الذين تم ترشيحهم كخلفاء محتملين لبومبيو هم أكثر تشددا منه تجاه إيران، وثالثا، وهو الخبر الأسوأ، من المقرر أن يترشح بومبيو في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2024.
ووفقا لصحيفة “الواشنطن بوست”، استبعد بومبيو هذه التكهنات، لكن المقربين منه يقولون إنه على الرغم من أن وزير الخارجية لم يتخذ قراره النهائي بعد، إلا أن المنافسة على أهم كرسي سياسي في أمريكا قد بدأت من الآن، الأمر الذي يؤكد صحة التكهنات بشأن مصير بومبيو.
وذكرت “الواشنطن بوست” أن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إلى جانب مسؤولين جمهوريين آخرين، حثوا بومبيو على الترشح في سباق مجلس الشيوخ. وحاول ماكونيل أيضًا إقناع بومبيو بأن كرسي مجلس الشيوخ هو أفضل وسيلة للوصول منه إلى الرئاسة في البيت الأبيض. وكان ترامب قال إنه إذا كان هناك خطر يتمثل في أن الجمهوريين سوف يفقدون مقاعدهم في مجلس الشيوخ أمام الديمقراطيين، فإن بومبيو سوف يغير رأيه “وسوف يترشح لكي يفوز وبشكل حاسم، لأنه يحظى بشعبية كبيرة في كانساس”.
في الوقت نفسه، وفي إطار التكهنات حول رحيل بومبيو، ازداد سوق التكهنات حول خليفته المحتمل. ويعتبر مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، الذي حل محل جون بولتون، الخيار الأكثر احتمالا. كما أن ترامب مهتم بشدة بأوبراين وتم منحة العديد من الصلاحيات منذ تسلمه سدة المسؤولية مكان بولتون.
وأشارت “الواشنطن بوست” أيضا إلى وزير الخزانة ستيفن منوتشين باعتباره أحد أكثر الخيارات المحتملة لخلافة بومبيو. وقال بعض المسؤولين الأمريكيين إن منوتشين له رغبة في كرسي الخارجية، وبالتالي فهو دخل في السباق على الكرسي.
كذلك، هناك حديث بشأن ريتشارد غرينيل، السفير الأمريكي في ألمانيا، كواحد من الخيارات لتسلم مقعد الخارجية. وقد اشتكت الحكومة الألمانية مرارا من “مقاربته العدائية”، لكنها في الحقيقة نقطة إيجابية بالنسبة إلى ترامب.
ومن بين الأسماء المطروحة كي تحل محل بومبيو، برايان هوك، المسؤول عن الملف الإيراني في وزارة الخارجية الأمريكية، وماركو روبيو، السيناتور الجمهوري عن فلوريدا، وتوم كاتن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أركنساس.
وإذا ما استقال بومبيو، فإن ستيفن بايغن، الذي وافق عليه مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي مديرا على وزارة الخارجية، سوف يكمل بقية فترة بومبيو في الوزارة.