هل شارك عون في قداس الميلاد ببكركي، بعد انقطاع سنتين، بطلب من حزب الإحتلال الإيراني؟
قبل أسبوع، كان عون مستعداً لبيع تحقيقات المرفأ والقاضي بيطار مقابل تعيين 60 مسؤول مسيحي كبير (بينهم قائد جديد للجيش) من جماعته! قبل ٣ أسابيع، أعلن من قطر (وليس من بيروت) أنه « مستعد » للبقاء في الحكم إذا « جدّد له النوّاب! أمس الإثنين أعلن أنه « لا شيء » أمام الإحتلال الإيراني! بهدلتنا الله يبهدلك!
ماذا تنتظر لكي ترحل؟
الشفاف
*
شارك الرئيس الجنرال بيتان عون، في قداس عيد الميلاد هذا العام، بعد ان قاطع هذا التقليد لسنتين، بحجّة انتشار فيروس كورونا تارةً، وتارةً بسبب اعتراضه على موقف البطريرك الراعي الذي طالبه بالعمل على تحييد لبنان و« تحرير شرعيته »!
هذا العام اراد عون الافادة من وجوده في بكركي لتعويم نفسه، وتعويم صهره « المحروق »، بعد ان خذلهما المجلس الدستوري بـ« لا قراره” بشأن الطعن المقدم من نواب التيار العوني في قانون الانتخابات- ما اعتبره جبران باسيل نكسة للعدالة!
والواقع أن « اللاقرار » كان نكسة شعبية لتيار عون، الذي اراد نوابه من الطعن تحويل اقتراع المغتربين اللبنانيين من الاقتراع في اماكن تسجيل نفوسهم، الى ما يعرف بـ« الدائرة 16 »، وهي من ابتكارات باسيل وعبقريته، حين كان وزيرا للخارجية. فقد اقترح، في حينه، زيادة 6 نواب يمثلون الانتشار على اعضاء البرلمان اللبناني، لكل قارة نائب، على ان يحسم من مقاعد المجلس النيابي الحالي 6 مقاعد نيابية، في الدورة الثانية للاقتراع في « الدائرة 16 »!
خذله حليفه الإيراني!
لكن، طار صواب باسيل عندما تجاوز عدد المسجلين من اللبنانيين للاقتراع في الخارج اكثر من 224 الف ناخبا معظمهم من الذين غادروا لبنان بعد 17 تشرين الاول/ اكتوبر 2019، وهؤلاء بحكم تهجيرهم الطوعي من البلد لن يصوتوا لا لباسيل ولا لتياره!
ومن حسن حظ الطائفة السنية هذه المرة ان العضوين السنيين في المجلس الدستوري صوّتا لصالح قبول طعن باسيل ونوابه، في حين رفض الطعن الاعضاءُ الشيعة والعضوُ الدرزي وآخر كاثوليكي٠ ما جنب السنّة حملة « شيطنة » باسيلية–عونية! بالمقابل، انطلقت حملة تهديدات لـ« شيطنة » حليف التيار المزمن، حزب ايران في لبنان ومن خلفه « حركة امل »، بحجّة أن « الشيعة » (!!!) لم يصوتوا لصالح ما يشتهيه جبران.
عون في بكركي: هل كان موفَداً من حزب الله؟
في بكركي سمع بيتان عون من البطريرك الراعي كلاما عالي النبرة، وصل الى حد اتهامه بالتقصير في القيام بواجباته الدستورية!
ونقل زوار بكركي عما جرى في اللقاء الجانبي الذي جمع عون بالراعي قبل القداس، ان عون قال للراعي “يللي بدك منه شبر بدي منه كيلومتر، ولكن هناك قرارات معرقِلة اكبر من البلد، وسوف اتحدث يوم الاثنين، اي يوم أمس، بكل وضوح، وأفضح الذين يعرقلون مسيرة الحكم ويعطلون الحكومة والمجلس النيابي »!
معلومات غير مؤكدة كانت قد أشارت الى ان بيتان– عون، كان موفداً من حزب ايران للعمل على تخفيف لهجة العظة الميلادية للراعي. وذلك، بحجة ان عون سيتكلم بعد ثلاثة ايام (أي أمس الإثنين) وهو سيتكلم نيابة عن الراعي ورئاسة الجمهورية ويسهب في فضح المعرقلين والفاسدين!
الراعي لم يصدق عون، وهو الخبير في الاعيبه ومراوغاته! ولم يفوّت فرصة عظة الميلاد، ليضع اصبعه في عين عون الذي تقدم صفوف المصلين، وليتهمه بالتقصير ويطالبه بتحرير الشرعية وبتفعيل عمل الحكومة واعادة لبنان الى محيطه العربي والدولي.
خرج الجنرال بيتان عون من القداس يجر اذيال الخيبة! واعتلى منصة الخطابة في الصرح البطريركي، ليعتذر عن الكلام، ويخبر الصحافيين انه سيتحدث « الاثنين المقبل » في كل شيء، وتحاشى احراج الاسئلة والرد عليها من داخل الصرح البطريركي.
ومن الخامس والعشرين حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، دأبت ماكينة الضخ الاعلامية للتيار العوني على توجيه الرسائل المشفرة الى الحليف في « ثنائي مار مخايل »، اقلها ان « ورقة التفاهم » لم تعد صالحة وأنه آن الأوآن للتخلص منها! وصولا الى إشاعة ان عون سيستقيل من منصبه الرئاسي، وأن باسيل بوصفه رئيسا للتيار العوني، سوف يتحدث في الثاني في كانون الثاني يناير المقبل، ليرسم الخطوط السياسية العريضة للتيار العوني في المرحلة المقبلة.
أطل وفيق صفا فتراجع « فخامته »!
حزب ايران تلقف الرسائل العونية، واوفد وفيق صفا للقاء باسيل، امس الاول. وفجأةً، تراجعت حدة الشائعات العونية، وبدل ان تكون كلمة بيتان عون، قنبلة مدوية كما وعد من بكركي، جاءت كلمته اقل من عادية حتى لمسؤول في المعارضة ينتقد فيها العهد.
عون استهل كلامه بانتقاد ما اسماه “المنظومة الحاكمة” وكأنه خارج السلطة، متهما اياها بأنها عطلت عهده! متناسيا انه هو وتياره ارباب التعطيل، منذ العام 2005، بارادة حسن نصرالله وسلاح حزبه. اتهم عون “البعض” بتوتير العلاقات مع دول الخليج، من دون ان يجرؤ على تسمية هذا الـ « البعض »! وبدلاً من اتهام عناصر حزب ايران وقيادته، فقد اتهم « مجهولين معلومين » بتعطيل انعقاد الحكومة، من دون ان يجروء حتى على ذكرهم! وهم طبعاً وزراء ما يسمّى « الثنائي الشيعي » من حلفائه.
الإنتخابات النيابية أقصى طموحه!
رسم عون خارطة طريق سياسية انتخابية لتياره من خلال طرح خطة ثلاثية تقوم على اكتشافات « ذرية » لم يشهدها لبنان من قبل. فطالب بحوار حول : اللامركزية الادرية الموسعة، علما ان اللامركزية اقرها اتفاق الطائف وهي من البنود غير المطبقة فيه، وهو الاتفاق الذي لا يعترف به عون وتياره، ثانيا، الاستراتيجية الدفاعيه، علما ان عون نفسه قبل ست سنوات كان قد وعد بوضع بند الاستراتيجية الدفاعية في اول سلم اهتمامته حين يستوي على كرسي بعبدا، فاستفاق عليه في السنة الخامسة من عهده، وقبل اقل من سنة على انتهاء ولايته. واخيرا خطة الانقاذ المالي والتعافي الاقتصادي، مذكرا بأن حكومة حسان دياب كانت وضعت خطة اقتصادية ولم تطبق، ومتناسيا ان حكومة المعوقين، هي التي مهدت لاعلان تفليسة البلد، من خلال وقف دفع مستحقات لبنان المالية، من دون المبادرة حتى الى التفاوض مع الدائنين.
ما مهد للسقوط الكبير، تمهيدا لاعلان لبنان دولة فاشلة، في عهد “القوي” الماريشال ميشال بيتان عون.
إقرأ أيضاً:
خاص بالشفاف: برّي طردَ الرئيس ميقاتي: باسيل–حزب الله، « يا صفقة ما تمّت »!
لقاء سيدة الجبل: كلام البطريرك بحضوره، على رئيس الجمهورية الإستقالة فورا!
باسيل من دون حليف شمالي، ويلجأ الى الرشى من حساب الخزينة