من ليلى بسام وسليمان الخالدي
بيروت/عمان (رويترز) – قالت مصادر لرويترز إن الهجوم الصاروخي الذي وقع في دمشق يوم الأحد وحملت سوريا إسرائيل المسؤولية عنه أصاب منشأة كان يجتمع فيها مسؤولون إيرانيون لدفع برامج لتطوير قدرات الطائرات المسيرة أو الصواريخ الخاصة بحلفاء طهران في سوريا.
وتشكل إيران داعما رئيسيا للرئيس السوري بشار الأسد في الصراع المستعر في بلاده منذ 12 عاما. وعلى خلفية دعم الجمهورية الإسلامية لدمشق ولحزب الله اللبناني تنفذ إسرائيل ضربات جوية بشكل دوري بهدف كبح قوة طهران العسكرية خارج الأراضي الإيرانية.
وذكر مصدر مقرب من الحكومة السورية مطلع بشأن هجوم يوم الأحد والهدف المقصود أن الهجوم أصاب تجمعا لخبراء فنيين سوريين وإيرانيين معنيين بتصنيع الطائرات المسيرة، ومع ذلك قال إنه لم يسفر عن مقتل أي خبير إيراني رفيع المستوى.وقال المصدر لرويترز “الضربة أصابت المركز الذي كانوا يجتمعون فيه وكذلك شقة في مبنى سكني. قُتل مهندس سوري ومسؤول إيراني ليس رفيع المستوى ».
ويعكس الهجوم الصاروخي، إلى جانب الهجمات الأخرى التي تقول إسرائيل إنها تستهدف البنية التحتية للجيش السوري وحلفائه، تصعيدا لصراع لم يكن شديد الحدة يهدف إلى إبطاء توغل إيران المتزايد في سوريا بحسب خبراء عسكريين إسرائيليين.
وقال مصدر أمني إقليمي إن مهندسا في الحرس الثوري كان مشاركا في برنامج الصواريخ الإيراني أُصيب بجراح خطيرة ونُقل إلى مستشفى في طهران، فيما نجا عضوان آخران من الحرس الثوري كانا في الاجتماع دون أذى.
كما أفاد مصدر آخر، وهو مسؤول استخباراتي إقليمي مطلع بشأن الهجوم، بأن الهدف كان جزءا من برنامج سري لإنتاج الصواريخ الموجهة يديره الحرس الثوري الإيراني.
وصرح مصدر أمني إقليمي مطلع بشأن الهجوم وهدفه إنه استهدف مسؤولين من إيران وحزب الله. وأرسلت الجماعة اللبنانية التي خاضت حربا استمرت خمسة أسابيع أمام إسرائيل في عام 2006 مسلحين لمساعدة قوات الأسد في صد قوات المعارضة التي كادت أن تحاصر دمشق ذات يوم.
* هل أصاب الهجوم مركزا لوجستيا للحرس الثوري الإيراني؟
نددت الخارجية الإيرانية يوم الأحد بما وصفته بأنه هجمات استهدفت “مبان سكنية في دمشق وأدت إلى مقتل وتشويه مواطنين سوريين أبرياء”. وانتقدت الوزارة ما وصفته بالصمت الغربي على الانتهاكات الإسرائيلية “لوحدة أراضي” سوريا.
ولم تشر الوزارة إلى سقوط قتلى إيرانيين.
ولم ترد وزارة الخارجية ولا الحرس الثوري على طلبات رويترز للتعليق.
ويقع المبنى المستهدف في حي كفر سوسة بدمشق، وهو منطقة تخضع لوجود مكثف من الشرطة، ويقول السكان إنه يضم عدة أجهزة أمنية إيرانية وكذلك مركزا ثقافيا إيرانيا.
وقال مصدران من أجهزة مخابرات غربية في أعقاب الهجوم إن الهدف كان مركزا لوجستيا يديره الحرس الثوري.
وكان عماد مغنية، القائد البارز في حزب الله، قد قُتل عام 2008 في تفجير في كفر سوسة. ونفت إسرائيل اتهامات حزب الله لها باغتياله.
وعلى الرغم من أنه نادرا ما يعترف مسؤولو إسرائيل بمسؤوليتها عن عمليات محددة، إلا أنها تشن غارات جوية على عمليات نقل الأسلحة ونشر الأفراد التي يشتبه بأنها برعاية إيران في سوريا منذ ما يقرب من عشر سنوات.
كما كثفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة ضرباتها على مطارات وقواعد جوية سورية لتعطيل استخدام إيران المتزايد لخطوط الإمداد الجوية لتوصيل الأسلحة إلى حلفائها في سوريا ولبنان، بما في ذلك حزب الله.
وتسيطر جماعات مسلحة تعمل بالوكالة عن إيران، وعلى رأسها حزب الله، على مناطق واسعة من شرق وجنوب وشمال سوريا وفي عدة مناطق حول العاصمة.
ولم يعترف الأسد علنا أبدا بأن هناك قوات إيرانية تسانده في الحرب الأهلية السورية، ويقول إن طهران تدعمه عبر مستشارين عسكريين فقط على الأرض.
(شارك في التغطية دان ويليامز في القدس)