(الصور: لاحظ اللبنانيون، بفخر، قبل ايام أن جنود الجيش اللبناني كانوا مزوّدين بكمامات و”نظارات” وأغطية رأس- كما ينبغي! لاحظ الفرق بين “جيشنا” و”ميليشيا النَوَر” في الصور أعلاه وأدناه!)
تسخر مصادر مستشفيات لبنانية من رقم ٢٥ ألف “كادر طبي” الذي أعلن نصرالله عن تعبئته لمواجهة فيروس “كورونا”، وتتساءل عن عدد “السائقين” و”الحرس” و”الخزمتشيي” بين الـ٢٥ ألف “كادر”! وتساءلت مصادر أخرى إذا كان عدد “الكوادر الطبية” المزعوم مماثلاً لعدد صواريخ الحزب الذي ارتفع بالتسلسل من ٤٠ ألفاً إلى ١٥٠ ألفاً! (بالمناسبة، لماذا لم يتصدَّ “الحزب” لمقاتلات إسرائيل التي قصفت رفاقه في حمص من أجواء “الضاحية”؟)
في أي حال، كان اللبناني يفخر ببلده الذي كانت مستشفياته تستقبل المرضى من بلدان الخليج والشرق الأوسط. ولذلك شعر لبنانيون كثيرون بالغصّة أمام الإستعراض العسكري لـ”جيش النَوَر الطبّي” الإيراني في “الضاحية”! لماذا لا يسمح “الحزب” بكشف أعداد المصابين في صفوفه- من لبنانيين، وإيرانيين، وربما عراقيين، وأفغان “زينبيين”.. و”حوثيين”!
لماذا لا يوجّه نصرالله “كوادره الطبية” لمكافحة “كورونا” في إيران التي تشهد كارثة طبية كبرى؟
*
أخيرا، كشف حزب الله في لبنان، عن امكانات ما يسمى “الهيئة الصحية” التابعة له، وعن الاستعدادت التي قام بها لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد. وذلك في “استعراض ميداني” أقامه في ضاحية بيروت الجنوبية، ودعا اليه وسائل الاعلام المحلية والاجنبية التي حرص على محاصرتها وتوجيهها لالتقاط الصور “المناسبة”.. دون سواها.
وكشف مسؤول منطقة بيروت في حزب الله “حسين فضل الله” في مؤتمر صحافي عُقد في المركز الاجتماعي الصحي لبلدية “برج البراجنة” في “الرويس” عن جهوزية 3 مراكز لاستقبال مرضى “كورونا“، وقال: “افتتحنا حسابًا في “القرض الحسن” لاستقبال مساهمات التكافل الاجتماعي“.
وما لم يعلن عنه حزب الله هو ان مراكز الاستقبال تتجاوز في عددها الثلاثة مراكز، حيث كشف اهالي الجنوب عن إقامة مركز رابع على الاقل في بلدة “الغازية” في جنوب لبنان، ومراكز أخرى في البقاع اللبناني.
مسؤول منطقة بيروت في “حزب الله” كشف ان الحزب، ومنذ وصول اول طائرة ايرانية محملة بالمصابين بالفيروس المستجد، بدأ استعدادته الميدانية، واللوجستية، بصمت وبعيدا عن الدعايات الاعلامية. وظهرت في “الاستعراض”، عشرات السيارات المخصصة لنقل المرضى، ومستودعات محشوة بمعدات التعقيم، والالبسة والاقنعة الواقية. في حين قال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين” أن “هناك جهد مشترك يقوم به “حزب الله” مع حركة “أمل” لمواجهة كورونا“، لافتاً إلى أنّه “يعمل على تنفيذ خطة “حزب الله” لمواجهة كورونا كادر من 24500 شخص بين طبيب ومسعف وغيرهم من مقدّمي الخدمات الطبية والصحية“.
تضخيم اعداد الفريق الذي قال الحزب انه اعده وجهزه لمواجهة انتشار الفيروس جاء على خلفية الاستياء اللبناني العارم من تدفق الطائرات المحملة باللبنانيين والايرانيين الوافدين من طهران على مدى اسابيع قبل اتخاذ قرار بإقفال مطار رفيق الحريري الدولي، فردّ الحزب بأنه اعلن الاستنفار العام!
ولكن.
لم يفصح اي مسؤول في الحزب الإيراني، عن الغاية من هذا التجييش الكبير والاستنفار الاكبر لمواجهة انتشار الفيروس المستجد! هل هذه الامكانات موضوعة في خدمة اللبنانيين عامة، ام أنها لجمهور الحزب وحده، ومعه الايرانيين الذين استقدمهم في الطائرات في بداية انتشار الفيروس، بسبب افتقار طهران الى القدرات الاستشفائية واللوجستية وإلى إمكانية شراء المعدات الطبية من الاسواق الدولية.
فهل كانت وزارة الصحة اللبنانية هي الملاذ الآمن لمصابي طهران؟
من جهة أخرى، لم يذكر اي مسؤول في الحزب في “مستعمرة” ضاحية بيروت الجنوبية، والبقاع والجنوب عن عدد المصابين في هذه المناطق، ولم يدخل هؤلاء في احستاب عدد المصابين في دولة لبنان المعترف بها دوليا!
المعلومات تشير الى ان اعداد المصابين في جمهورية حزب الله كانت الى ارتفاع قبل ان تتمكن “الهيئة الصحية” في الحزب من احتواء الانتشار في مناطقه. ولكن هوية المصابين حالت دون ان يكشف الحزب عن اعدادهم، حيث انهم من المسؤولين الامنيين من لبنانيين وايرانيين، من الذين كانوا يتابعون دورات عسكرية وامنية في طهران بحجة انهم “طلاب دروس دينية”. وعاد هؤلاء الى لبنان معظمهم بجوازات سفر مزورة، عبر مطار رفيق الحريري الدولي، ومنهم من عاد عبر مطار دمشق الدولي.
وقام الحزب بعزل ما يقارب 1500 من عناصره ممن يصنفهم “طلاباً يدرسون في طهران” في منطقة “القصير” السورية قبل ان يسمح لهم بالعودة الى لبنان.