أشارت معلومات من مصادر قريبة من رئيس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، السيد وليد جنبلاط، إلى انه لا يسعى الى إقامة « جبهة وطنية »، سواءً عريضة أو رفيعة!
وانه ليس في وارد خوض معركة اسقاط الرئيس ميشال عون!
وأضافت المصادر ان لقاء جنبلاط مع رؤساء الحكومات الثلاثة جاء في إطار استمزاج الرأي مع حلفائه، من اجل إطلاق مبادرة تتلخص في الانسحاب من الحكم وتسليم البلاد لـ « محور الممانعة »، بحيث لا يشارك الحزب الاشتراكي وتيار المستقبل وسائر قوى المعارضة في الحكومة المقبلة، « وليتحمل هذا المحور مسؤولية الانهيار العام على كل المستويات »!
وتشير المصادر الى ان جنبلاط ابلغ الرئيس نبيه بري برغبته هذه، وناقش الامر مع رؤوساء الحكومات السابقين، قبل إطلالته التلفزيونية التي تمنى فيها من الرئيس الحريري الاعتذار عن تشكيل الحكومة.
وتضيف ان لقاء جنبلاط رؤساء الحكومات السابقين حصل قبل ثلاثة اسابيع، أي قبل تسريب الفيديو من قصر بعبدا، الذي يتهم فيه الرئيس عون الرئيسَ الحريري بالكذب. وتالياً، لا علاقة بين اللقاء وما يتم تسريبه عن ان اللقاء حصل في اعقاب تسريب الفيديو، والذي قيل ان جنبلاط، بسببه، بات يسعى لتشكيل جبهة معارضة.
وتشير المصادر الى ان جنبلاط أذكى من ان يتورط » في مشروع جبهة وطنية ثنائية تهدف الى اسقاط رئيس الجمهورية بغياب فريق مسيحي وازن! فجنبلاط يعرف ان جبهة ثنائية درزية-سنية، لاسقاط رئيس الجمهورية ستأخذ البلاد الى ما لا تُحمد عقباه، حتى وإن انضم اليها رئيس المجلس النيابي، « الشيعي » نبيه بري، ما يعيد الانقسام الطائفي الى البلاد، ويستفز الطائفة المارونية خصوصا والمسيحيين عموما. وهو لا يريد الانزلاق الى الى هذا الدرك.
وتشير المعلومات الى ان البطريرك الماروني، رغم استيائه من الرئيس عون ومن صهره جبران باسيل، لا يوافق على اسقاط الرئيس عون، وان « حزب القوات اللبنانية »، رغم ن مطالبة رئيسه، مواربةً وليس صراحةً، باسقاط الرئيس عون، لا يوافق بدوره على الدخول في جبهة وطنية لاسقاط الرئيس ما لم تضمن له هذه الجبهة انتخابه او ايصاله الى سدة الرئاسة.
اما الرئيس الحريري، فهو ما زال على موقفه.
وتشير مصادره الى ان احدا لا يستطيع « إحراجه لاخراجه ». وهو متمسك بورقة التشكيل، ولن يسلمها الى الرئيس عون، مهما طال الوقت. انطلاقا من ان الدستور اللبناني لا يحدد مهلة لرئيس الحكومة المكلف لتقديم تشكيلته. وبناءً عليه، سيحجز الحريري تشكيل الحكومة ولو الى نهاية العهد الحالي.
الحريري كان قدم تشكيلة حكومية الى الرئيس عون، مؤلفة من 18 وزيرا من الاخصائيين غير الحزبيين. الا ان عون رفض تشكيلة الحريري، واعطاه في المقابل تصورا ليشكل الحكومة على اساسه، مخالفا بذلك الدستور الذي ينص على ان رئيس الحكومة هو من يشكل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية. وليس العكس!
وتقول المصادر ان جنبلاط، انطلاقا من هذه المعطيات، لا يسعى الى تشكيل جبهة وطنية. وهو على موقفه، ويفضل اعتذار الرئيس الحريري وتسليم السلطة كاملة الى حزب الله والتيار العوني « وليتحملا معا مسؤولية انهيار البلاد »!