(الصورة: غير المغفور له “الجنرال” قاسم سليماني في وقفة “بيعة” لمجتبى خامنئي الذي لا يملك أية صفة رسمية!)
نشر موقع “كلمه” القريب من الإصلاحيين في إيران الثلاثاء، رسالة جديدة من مير حسين موسوي زعيم الحركة الخضراء الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ أكثر من عشر سنوات، يحذر فيه من “خلافة وراثية للمرشد الأعلى” في إيران.
وبحسب موقع “كلمه”، قال موسوي إنه إذا تولى ابن مرشد الثورة (مجتبى) قيادة الشيعة بعد وفاة المرشد الأعلى الحالي (علي خامنئي) فإن ذلك “لن يختلف عمّا كان يجري في السلالات الملكية (الشاهية) القديمة”.
وأضاف: “هل عادت السلالات التي يبلغ عمرها 2500 عام إلى الحكم مجددا حتى يتمكن ابن المرشد من أن يصبح مرشدا بعد والده؟”.
وبحسب ما نقلت “كلمه” عن موسوي، أنه “سمع بخبر هذه المؤامرة قبل أكثر من ثلاثة عشر عاما”!
ويُفتَرض أن ذلك يشير إلى سنة 2009، أي سنة اندلاع “الحركة الخضراء” في إيران احتجاجاً على تزوير الإنتخابات الرئاسية لإسقاط الفائز وهو “مير حسين موسوي” نفسه، وتنصيب أحمدي نجاد رئيساً. وهذه أول مرة ترد فيها إشارة مباشرة إلى أن تزوير الإنتخابات الرئاسية وسحق “الحركة الخضراء” كان مرتبطاً بمشروع خلافة “مجتبى” لأبيه!
وقالت تقارير غير رسمية، إن احتمالات خلافة مجتبى لخامنئي (82 عاما) تصاعدت بقوة في السنوات الأخيرة في إيران. لذا تساءل موسوي فيما إذا كانت هذه الأخبار غير الرسمية غير صحيحة “فلماذا لا يتم تكذيب ذلك؟”.
وخلال الانتخابات الرئاسية عام 2009 التي كان موسوي مرشحا فيها، تحدثت تقارير عن أن “مجتبى” كان مهندس ما يُسمى بتزوير الانتخابات التي انتهت إلى فوز المرشح محمود أحمدي نجاد بالرئاسة، وإلى خروج مظاهرات ضخمة في عدة مدن إيرانية احتجاجا على التزوير، والتي سُمّيت بالحركة الخضراء، فيما تحدثت الأنباء أن “مجتبى” نظّم حملة القمع ضدها بعدما أسس “قاعدة عمّار” للحروب الاستراتيجية.
وتقول تقارير للمعارضة الإيرانية في المنفى أن خامنئي، وبعد تطور مسؤوليات “قاعدة عمّار”، فوّض الملفات الأكثر أهمية من سياسية وأمنية إلى “مجتبى”. لذا تطرح المعارضة سؤالا: ما هي المؤهلات التي يحملها مجتبى والتي تدعم فرصه لخلافة والده؟
وُلِد “مجتبى” في مدينة مشهد عام 1969 وهو ثاني أكبر أبناء خامنئي الأربعة. ولم يسبق لمجتبى أن شغل منصبا عاما بل كان يمضي معظم وقته ضمن أجهزة المخابرات بعيدا عن أنظار الجمهور.
ومن بين الأشقاء الأربعة، يكرّس مسعود ومصطفى نفسيهما بشكل أساسي للدراسات الدينية في مدينة “قُم”، ولا يؤدّيان سوى بعض الوظائف السياسية الثانوية في مكتب والدهما، لكن يُزعم أن مجتبى وشقيقه الآخر “ميثم” هما أكثر انخراطا في التعاملات السياسية وراء الكواليس.
بدأ مجتبى دراساته الدينية عام 1999 في طهران ثم انتقل بعدها إلى الحوزات (المعاهد) الدينية في قُم حيث كان تلميذا لرجل الدين الراحل آية الله محمد تقي مصباح يزدي، المرشد الديني والأيديولوجي للمتشددين المتطرفين.
لكن دراسات مجتبى الدينية لم تؤد إلى إيصاله إلى مستوى علمي عال. فحتى الآن لم يمنحه أي من آيات الله الكبار في “قم” إجازة علمية دينية تؤهله لأن يتقلد منصب آية الله.
ورغم ذلك، لا يستبعد محللون احتمال أن يصبح “مجتبى” مرشدا في المستقبل. ومن الواضح أن تبوأه منصب المرشد الأعلى لن يتم إلا من خلال دعم والده، وسيكون لذلك التبوؤ وقع مثير على الأوضاع السياسية والأمنية في إيران.