كشف حسن نصرالله في خطابه الأخير عن آخر لقاء له مع جبران باسيل ابلغه فيه ان الحزب يفضل باسيل وفرنجيه لمنصب الرئاسة! مضيفا، ان باسيل قال لنصرالله أن المرحلة الحالية لا تسمح له بالوصول الى بعبدا، ليجيب نصرالله: إذاً، المرشح المفضل للحزب هو الوزير فرنجيه!
باسيل لم يهضم موقف حزب الله، وسعى بعدها، مرتين، الى لقاء نصرالله ومعه سلة اسماء لمرشحين محتملين. ولدى سؤال الوسطاء لباسيل عما إذا كان إسم فرنجيه بين الاسماء، كان جوابه “لا”، فرفض نصرالله استقبال باسيل!
اوساط الثنائي الشيعي قالت إن دعم ترشيح فرنجيه ليس مناورة، وليس مطروحاً في بازار التسويات الرئاسية. بل هو جدي، وينطلق من قواعد وحسابات وفق التالي:
– ينطلق فرنجيه من دعم 50 الى 55 نائبا، الامر الذي لا يتوفر لاي منافس له، وتاليا هو اقرب الى نيل 65 صوتا!
– فرنجيه هو الاكثر قدرة على معالجة اشكالات العلاقة اللبنانية – السورية، نظرا للعلاقة الشخصية والودية التي تربطه بالرئيس السوري بشار الاسد، مثل النزوح السوري، وترسيخ الحدود، ووقف التهريب.
– فرنجيه يشكل ضمانة وطمأنة لحزب الله.
– فرنجيه قادر على التواصل مع المكونات الاسلامية في البلاد، لاعادة ربط ما أفسدته الاعراف التي سعى الى تكريسها العهد العوني، خصوصا آليات تشكيل الحكومات والتعطيل الممنهج خدمة لمصالح شخصية وحزبية ضيقة.
– فرنجيه من اوائل الذين أعلنوا عن تأييدهم لـ”اتفاق الطائف”، وهو لم يخفِ يوما مجاهرته بتأييد الاتفاق وهو سيعمل في حال وصوله الى سدة الى تطبيق الاتفاق ببنوده التي لم تطبق الى اليوم.
وتشير الاوساط إلى إن حجة “الثنائي” ستكون قوية في وجه الخصوم وفحواها “أعطونا مرشحا لديه القدرة على مواجهة هذه التحديات، لنبحث معا بالتفصيل ما الذي يمكنه القيام به”َ
وتضيف ان العلاقة مع العالم العربي ودول الخليج، ليست مستحيلة على فرنجيه! فهو لا يحمل تعقيدات ولا موروثات تحول دون امكان احداثه خروقات جدية في تصحيح العلاقات العربية-اللبنانية. خصوصا ان علاقة آل فرنجيه بالسعودية “تاريخية”، ولم تشبها يوما شائبة، وما زال الحفيد يحتفظ بالعديد من العلاقات الشخصية في المملكة العربية السعودية، وإن باعدت السياسة بين الجانبين.
وتقول أوساط الثنائي، إن تأمين الاصوات المتبقية لفرنجيه للفوز، ليس مستحيلا، بل إن التفاهمات الجارية في الاقليم بين إيران والسعودية، وبين الولايات المتحدة وإيران، وموقف فرنسا في اللقاء الخماسي، ستشكل رافعة تزيل كابوس الرفض الخليجي لفرنجيه عن كاهل النواب اللبنانيين الذين يخشون إغضاب المملكة، من نواب من الطائفة السنية، او حتى نواب اللقاء الديمقراطي، بزعامة وليد جنبلاط. عندها لن تكون هناك مشكلة في وصول فرنجيه مدعوما بأكثر من 70 صوتا!
في الجانب الآخر، يبقى التعطيل سلاحا في وجه فرنجيه، حيث أعلنت اكثر من كتلة نيابية عزمها على تعطيل نصاب جلسات الانتخاب إذا كانت ستؤدي الى انتخاب فرنجيه. وفي مقدم هؤلاء “القوات اللبنانية”، و”حزب الكتائب”، وعدد من النواب المستقلين والتغييريين، بحيث يقول المعارضون، إن عددهم يناهز 47 نائبا. وهذا كافٍ لتعطيل جلسات الانتخاب رئيس للجمهورية، من دون ان ينضهم اليهم نواب اللقاء الديموقراطي.
وفي حين يعوّل فريق فرنجيه-الثنائي على الحلحلة الاقليمية لانتخاب فرنجيه رئيسا، لا يملك الفريق المعارض خطة واضحة للاتفاق على مرشح واحد في مواجهة فرنجيه!
ما يضع فرنجيه في موقع متقدم بخطوة واحدة على معارضيه، ما لم يبادروا الى جمع شتاتهم في اقرب فرصة، والاتفاق على إسم واحد لتبني ترشيحه، إذا كانوا فعلا يريدون الحؤول دون انتخاب فرنجيه.