(الصورة: آثار حضارة الأزتك في المكسيك)
الست قارات الموجودة في العالم حاليا:
افريقيا
آسيا
أوروبا
أمريكا الشمالية
أمريكا الجنوبية
استراليا
كانت موجودة منذ الأزل وقبل وجود الإنسان على الأرض لذلك فإن تعبير اكتشاف أمريكا هو تعبير غير دقيق، لأن قطعة الأرض التي تسمى حاليا بأمريكا كانت موجودة بالفعل وكان يسكنها ملايين من البشر الذين أطلق الأوروبيون عليهم تسمية (الهنود الحمر). وهم بالمناسبة ليسوا هنودا وليسوا حمرا، وانما هم قبائل متنوعة سكنت تلك الأراضي. وكان في أمريكا الجنوبية حضارات كبرى مثل حضارة “الأزتيك” وحضارة “الإنكا” وحضارة “المايا”.
آثار حضارة المايا في المكسيك Chichen Itza
وعندما وصل الرحالة الايطالي كريستوفر كولومبس جزر بحر الكاريبي اعتقد انه وصل الهند ولذلك أطلق عليها اسم جزر الهند الغربية وأطلق على أهلها الهنود الحمر، والاعتقاد حسب النكتة المصرية، هو أن المصريين من سكان الإسكندرية ولمعروف عنهم أنهم لا يردون سائلا ابدا مهما كلفهم الأمر ومهما كانت مدى معرفتهم، ومن الاستحالة بمكان اذا سألتهم عن اي شيء أة يقولوا “لا اعرف”، لذلك فعندما نزلت سفن كريستوفر كولومبس ميناء الإسكندرية، سأل السنيور كولومبس احد عمال الميناء عن اقصر طريق إلى الهند. وبالطبع لم يكن عامل الميناء السكندري يعرف الهند من كوز الذرة، ولا يستطيع أن يقول: “لا اعرف” والا كانت فضيحته بجلاجل وسط زملائه واقربائه. لذلك أشار على كولومبس بالتوجه غربا، وقال: ” =خليك تمسك طريق الغرب على طول على طول، لا تروح يمين او شمال وسوف تجد نفسك في الهند”! وبالطبع، صدق عمنا كريستوفر كولومبس وظل مبحرا غربا حتى وصل إلى جزر البهاما وجزر أخرى حولها وأطلق عليها جزر الهند الغربية.
وامريكا لم تكتسب اسمها من كولومبس بالطبع، ولكن من اسم بحارة ايطالي اخر اسمه “أمريكو فيسبوشي” من مدينة فلورنسا.
وهناك دلائل ايضا على أن الفايكنج الذين كانوا يسكنون جزيرة آيسلندا استوطنوا جرينلاند قبل كولومبس بـ ٤٧٠ عاما، كما أن هناك آثارا اكتشفت في بعض أنحاء أمريكا تشير إلى أن القرطاجين (من تونس) وصلوا أمريكا قبل الميلاد (ولكن هذا يحتاج إلى دراسة أعمق).
على اي الأحوال، القارة الضخمة التي تسمى أمريكا حاليا كانت موجودة ومسكونة منذ الأزل كما ذكرت، ولم تكن بحاجة إلى أي اكتشاف. وبدلا من المقولة المشهورة “أن كولمبس اكتشف أمريكا” كان يمكن القول :”أن كولمبس إتكعبل في أمريكا أثناء محاولته الوصول إلى الهند غربا”! وما حدث هو أن العالم القديم في أوروبا أدرك وجود تلك الأراضي الشاسعة، ثم أعطى لنفسه الحق فيما بعد لاستيطانها بعد أن قضى على معظم السكان الاصليين، ولم لا؟ ألم يكن الأوروبي هو من “اكتشف” تلك الأراضي، ما أعطاه الحق في امتلاكها وإطلاق الاسماء الأوروبية على كل تلك المناطق من العالم الحديد،
…
والشيء بالشيء يذكر، لا تعجبني كثيرا عبارة فتح مصر وفتح بلاد الشام وفتح بلاد الفرس وفتح العراق، مصر والشام والعراق وفارس نشأت فيها أعظم الحضارات في التاريخ قبل ظهور الإسلام بآلاف السنين، وعبارة فتح مصر عبارة لا معقولة، هل مصر مثلا كانت مقفولة بالضبة والمفتاح وجاء العرب لكي يفتحوها، مصر كانت مفتوحة دائما وفتحت ذراعيها للجميع وكل من هب ودب جاء إلى مصر غازيا وطامعا في خيراتها وموقعها وحضارتها، ولم يحدث أبدا أن كانت مصر “مقفولة” حتى تفتح.
ومثلما درسنا في تاريخ الاسلام غزوة بدر وغزوة أحد وغزوة الخندق، وحديثا سمعنا عن غزوة ميدان التحرير وغزوة رابعة العدوية، فمن الأصح والواجب تاريخيا وواقعيا أن نطلق على فتح مصر لفظ “غزوة مصر” أو “احتلال مصر”، مثلما أطلقنا الاحتلال الاغريقي والاحتلال الروماني والاحتلال البريطاني
لذلك اقترح تغيير كتب التاريخ وإطلاق ألفاظ:
غزو واحتلال مصر وغزو واحتلال بلاد الشام وغزو واحتلال بلاد فارس والعراق.
…
ونحن نعيب على إسرائيل أنها عندما تحتفل بتاريخ انشاء دولة إسرائيل في ١٥ مايو من كل عام تذكر انها تحتفل “باستقلال إسرائيل” من الاحتلال البريطاني بدلا من أن تذكر الحقيقة وأنها تحتفل بإتمام احتلال فلسطين وبداية دولة إسرائيل.
ولكن ماذا نقول: “التاريخ يكتبه دائما المنتصرون”!
رائع جدا الكاتب المبدع دائما الاستاذ سامي البحيري