تناول موقع ” FSSPX.NEWS” الفرنسي المتخصص باخبار الكنيسة المسيحية، قصة كنيسة مار بهنام وسارة في مدينة بغديدا (قرقوش)، وكيف تحولت، برغم تدميرها خلال احتلال تنظيم داعش للمنطقة، إلى رمز للحفاظ على المسيحية حية في العراق.
وذكر تقرير الموقع المسيحي بترجمة وكالة شفق نيوز؛ ان مسيحيي بغديدا يدركون بعد تجربتهم الطويلة مع الاضطهاد، ان الاوقات العصيبة يمكن ان تعود، لكنهم يؤمنون بأن “الكنيسة التي لا تُضطهد، هي كنيسة لا تمثل المسيح”.
ووصف التقرير كيف كان المؤمنون يتوافدون الى كنيسة مار بهنام وسارة خلال احد الايام الجميلة، والأجواء النقية داخل الكنيسة التي حفلت مقاعدها بالمؤمنين لحضور مناسبة سريانية كاثوليكية، وذلك في ظل هدوء في المحيط يجعل من الصعب تصور أنه قبل 8 أعوام فقط جرى احتلال بغديدا بالكامل من قبل ارهابيي داعش الذين دمروا هذا التراث المسيحي الثمين والتاريخي، بعدما افرغوا محتويات كنيسة مار بهنام واحرقوها.
ووصف التقرير حال الكنيسة بعدما جرى تحرير المنطقة من داعش، بأنها كانت في حالة دمار كامل وسقط برجها، إلا أنها كانت لا تزال قائمة وجرى ترميمها.
واشار الى ان الكنيسة خضعت للترميم خلال السنوات الاخيرة حيث اكتملت مؤخرا، والان بدأ العمل عليها من الخارج بتمويل من صندوق المؤسسة البابوية المقدم عبر مؤسسة “تشيرش أن نييد”.
ونقل التقرير عن الأب جورج جاهولا المتحدر أساسا من بغداد قوله إن أهالي قرقوش لم ينتظروا اكتمال الترميم ليبدأوا في أداء صلواتهم في هذه الكنيسة عند عودتهم من منفاهم في اقليم كوردستان، موضحا انه “بعد عامين، قررنا ان الوقت قد حان لاعادة الكنيسة، من اجل منح الأمل للناس”.
رمز وشاهد
ولفت الأب جاهولا إلى أن الأمل ضرورة حتى بعد تحرير المدينة، حيث كان كثيرون يميلون الى البحث عن أراض أكثر أمانا باتجاه الغرب، وقال الأب إن “ترميم هذه الكنيسة هو رمز للمقاومة والبقاء على هذه الأرض وشهادة”.
أما كاهن الرعية المحلي الاب بطرس شيتو فقد اعتبر أن ترميم الكنيسة تحول الى تأكيد واضح على الكفاح الأكبر من اجل الابقاء على الايمان المسيحي حيا في العراق، وقال الأب بطرس؛ إن “ترميم الكنيسة يعطي المجتمع قوة نفسية ومعنوية. ومن دون إعادة الإعمار هذه، فإن العديد من هذه العائلات ستفكر في أن تهاجر”.
واعتبر التقرير أنه رغم أن العديد من المسيحيين قرروا البقاء، فإن ذلك لا يعني بأنهم لا يخشون عودة الاضطهاد بحقهم. كما أن كثيرين يعتبرون ان ذلك جزء من عقيدتهم الايمانية.
ونقل التقرير عن الاب بطرس قوله إن “الكنيسة منذ تأسيسها وحتى يومنا، تعرضت للاضطهاد، والكنيسة التي لا تتعرض للاضطهاد هي كنيسة لا تمثل المسيح ، لأن المسيح قد تم صلبه وتألم في حياته. وإذا كان المسيح تألم ومات ودفن ثم قام مرة اخرى، فنحن يجب ان نتألم مع المسيح ومع الكنيسة”.
إعادة بناء الحياة
وذكر التقرير أن الترانيم السريانية راحت تتردد مجددا في الكنيسة التي جرى ترميمها بشكل جميل، مشيرا الى ان المؤسسة البابوية “تشيرش ان نييد” كان دورها ناشطا جدا في جهود الترميم واستعادة التراث والبنية التحتية المسيحية في العراق، خصوصا منذ الاضطهاد الذي مارسه تنظيم داعش والذي فرض على مئات الآلاف من الأشخاص الفرار الى اقليم كوردستان.
وأوضح التقرير؛ أنه بعد التركيز على عمليات إعادة إعمار المنازل في البلدات والقرى المسيحية، قامت هذه المؤسسة الخيرية الكاثوليكية بعمليات ترميم وبناء المدارس والكنائس وغيرها من المؤسسات المهمة من أجل المساعدة في الحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة.
ترجمة: وكالة شفق نيوز