طفت الخلافات بين الجيش والحرس الثوري الإيراني بعد قيام وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” بحذف انتقادات قائد بالجيش للحرس الثوري على خلفية تدخله في الشؤون الاقتصادية للبلاد.
بعد سلسلة من الانتقادات وتبادل إلقاء اللوم بعدة ملفات عدة ملفات من بينها واقعة إسقاط طائرة مدنية أوكرانية وانفجار سفينة حربية خلال مناورات في مياه الخليج، امتدت الخلافات بين قادة الجيش ومؤسسة “الحرس الثوري” إلى الوضع الاقتصادي وظهرت إلى العلن بعد نشر وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” تنديد مساعد منسق الجيش “حبيب الله سياري”، ضمنياً بالأنشطة الاقتصادية والسياسية لـ”الحرس الثوري” ثم قيامها بحذف الخبر دون توضيح للأسباب.
ونشرت وكالة أنباء “إرنا” مقطع فيديو قصيراً من المقابلة الأسبوع الماضي، بعنوان “ما لم يُسمع عن الجيش على لسان الأدميرال سياري”، غير أن الفيديو الكامل للمقابلة تم حذفه، أمس الأول، دون أي إيضاح، وذلك بعد ساعات من نشره.
لكن بعض المواقع الإيرانية أعادت نشر نحو 14 دقيقة من الفيديو المحذوف.
وقال سياري في المقابلة، إن “القوات المسلحة بكل تشكيلاتها يجب ألا تتدخل في الشؤون الاقتصادية والسياسية، وهذا لا يعني أنها لا تفهم بالشؤون السياسية والاقتصادية، لكن وفق الدستور والقوانين يجب ألا نتدخل”.
وأضاف أن “تدخل القوات المسلحة في الشؤون السياسية والاقتصادية وغيرها له ضرر كبير على تلك القوات”، مؤكداً “ليس من مصلحة القوات المسلحة التدخل في الشؤون الاقتصادية”.
كما انتقد القائد في الجيش الدعاية الإعلامية التي يقوم بها “الحرس الثوري” وقوات التعبئة “البسيج” وترويج أنشطته في أي مجال.
وشدد على أن الجيش لا يدخل في الأنشطة السياسية والاقتصادية وفقاً للقواعد، فقال: “هل يعني هذا أننا لا نفهم السياسة؟ نحن نفهم السياسة جيداً، ونحللها جيداً، لكننا لا ندخل في السياسة، لأن السياسية ضرر للقوات المسلحة”.
وانتقد القائد العسكري أيضاً تجاهل أجهزة الدعاية في الجمهورية الإسلامية للجيش، بما في ذلك الإذاعة والتلفزيون والأفلام الخاصة.
وسلط المقطع الضوء على ما تحدثت عنه تقارير عن وجود أزمة بين الجيش و”الحرس”، تتجاوز التنافس بين القوتين، وهو ما تسبب بحسب التقارير بالخطأ الذي حدث أخيراً في مناورات مشتركة بين الطرفين وتسبب بإصابة سفينة حربية ومقتل 19 عسكرياً.
إضافة من “الشفاف”: لماذا استغرقت الحرب ٨ سنوات إذا كان “الملات” أبطالاً؟
وجّه الأدميرال سياري انتقادات عنيفة إلى أجهزة إعلام إيران، خصوصاً الراديو والتلفزيون الرسمي، لتجاهلها لإنجازات الجيش النظامي. وكشف سياري أنه بعد بث “تعليقات خاطئة حول مياه إيران الإقليمية” تتهم الجيش بـ”الإهمال”، “قمت على الفور بتسيجل دعوى قضائية رسمية ضد الإذاعة والتلفزيون الحكوميين، ووجّهت خطاباً إلى مدير الإذاعة والتلفزيون ولكن أحداً لم يرد علي”!
وخلص سياري إلى أن “هنالك شيء ما يجري في الخفاء في كواليس الإذاعة والتلفزيون”!
كما انتقد سياري عدم الحديث عن دور الجيش في الأعمال الدعائية، بما فيها السينمائية، في حين يتم تصوير الملات كـ”أبطال” نجحوا في تدمير فرقة (عراقية) كاملة بمدفع رشاش واحد!
وقال: “إذا كان ذلك صحيحاً، فلماذا استغرقت الحرب ثماني سنوات إذاً؟”
سيرة سياري: بدأ الأدميرال حبيب الله سياري خدمته العسكرية في “الجيش الإمبراطوري” في سنة ١٩٧٤. وخاض الحرب مع العراق (١٩٨٠-١٩٨٨) كما خدم في البحرية الإيرانية.
وقد عيّنه علي خامنئي قائداً لـ”البحرية الإيرانية” في سنة ٢٠٠٧. وبعد عشر سنوات، في ٢٠١٧، عيّنه في منصب “مساعد التنسيق” في “الجيش النظامي”.