يبدو أن المسؤولين في الجمهورية الإسلامية قرروا تبني خطابين في آن واحد، لمواجهة مخاطر العقوبات الأمريكية الخانقة ضدها. الأول يهدف إلى التفاهم مع بعض حلفاء الولايات المتحدة، كاليابان وكوريا الجنوبية، لإطلاق مليارات الدولارات الممنوعة من التحويل إلى إيران، دون موافقة الولايات المتحدة. والثاني يتبنى التهديد العسكري بضرب المصالح الأمريكية وتحويل المنطقة إلى جحيم.
وفيما تحدثت مصادر عن مساع يبذلها الرئيس الإيراني حسن روحاني (الذي سيزور طوكيو في 20 الجاري) ووزير خارجيته محمد جواد ظريف (الذي التقى بالسفير الكوري الجنوبي)، للضغط على اليابان وكوريا الجنوبية لرفع الحظر عن الأموال الإيرانية التي تقدر بـ26 مليار دولار جراء مبيعات نفطية (20 مليار دولار في اليابان و6 مليار دولار في كوريا الجنوبية)، أشار محللون إلى أن اقتراحات طهران الهادفة إلى تبادل السجناء مع أمريكا قد تصب في اتجاه تليين الموقف الأمريكي من العقوبات في سبيل رفع الحظر عن الأموال الإيرانية.
وفي الوقت الذي حذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران من ردّ “حاسم” إذا تعرضت مصالح بلاده لمزيد من الأذى في العراق بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية استهدفت قواعد عسكرية تأوي جنودا أمريكيين أو بعثات دبلوماسية أمريكية في العراق، بما في ذلك سفارة الولايات المتحدة في المنطقة الخضراء في بغداد.
وقد أوردت جريدة “الجريدة” الكويتية خبرا نقلا عن مصدر في “فيلق القدس”، الذراع الخارجية لـ”الحرس الثوري” الإيراني، أن إيران تُعد “مفاجأة كبيرة” لإسرائيل خلال الأشهر المقبلة، وأنها استطاعت إيصال أنظمة دفاع جوي محلية الصنع إلى حلفائها في سورية ولبنان.
وإذا ما صدقت هذه الأنباء، فإنها قد تشير إلى مستوى القلق الذي تعاني منه طهران جراء العقوبات الاقتصادية ومن آثارها الموجعة ليس على الوضع الداخلى الإيراني فحسب وإنما على مجمل سياسات طهران الإقليمية. ولعل المظاهرات التي يشهدها العراق ولبنان ضد الفساد السياسي والاقتصادي في علاقته بنفوذ إيران، دليل واضح على ذلك، حيث فشلت الجمهورية الإسلامية وحلفاؤها حتى الآن في وضع حلول للخروج من المأزق في هاتين الدولتين.