الى بكركي، التي ابوابها مفتوحة لكل الناس، ولا ترفض استقبال احد، توجّه رئيس التيار العوني، « المتأيرن » جبران باسيل زاده، شاكيا ومبرراً!
شكوى باسيل حَسَد وغيرة من الرئيس المكلف سعد الحريري الذي زار الفاتيكان والتقى البابا ووزير خارجية الفاتيكان! فكيف لا يُدعى باسيل لزيارة الفاتيكان! ولماذا لا يقوم البطريرك الراعي بتسهيل دعوة « باسيل » للقاء قداسة البابا!
الجواب على الشكوى جاءه سريعا من البطريرك، ومفاده ان الفاتيكان جزء من العالم الغربي وهو لن يستقبلك ما لم تقم بترتيب واعادة صياغة علاقاتك مع الغرب! وقبل ان تقوم بهذه الخطوة لا تأمل بان تطأ عتبة الفاتيكان.
وفي الجانب التبريري لرئيس التيار العوني نفيُه اي علاقة له بالمقال الذي نشره الصحافي بشارة غانم البون.
ولكن احد المقربين من البطريرك الراعي، كان اتصل بالصحافي بشارة البون وعاتبه على المغالطات التي وردت في مقاله خصوصا لجهة العلاقة المتوترة بين الصرح البطريركي في بكركي، وحاضرة الفاتيكان.
وأشارت معلومات الى ان المقال تمت صياغته بالاتفاق بين بشارة اليون وانطوان قسطنطين، زميل البون في العمل الصحفي في باريس سابقا، وان البون كان « متعهّد » النشر في مواقع اجنبية، على ان ينُشر في لبنان نقلاً عنها!
وتضيف معلومات ان ما يسمى بـ« الحرس القديم »، وهو ميليشيا غب الطلب بتصرف جبران باسيل، دأب منذ فترة على مهاجمة البطرك بشكل مبرمج، عبر غرفة عمليات يقودها باسيل شخصيا، يعاونه انطوان قسطنيطين لاحداث شرخ جدي بين الفاتيكان من جهة والصرح البطريركي من جهة ثانية.
وتشير المعلومات نقلا عن مصادر قريبة من الصرح البطريركي ان المقال اثار استغرابا كبيرا في داوئر الفاتيكان، خصوصا ان خطوات البطريرك منسقة كاملة مع الفاتيكان وان السفير البابوي في لبنان هو الزائر الدائم للصرح.
وفي معرض تفنيدها للمغالطات الواردة في مقال البون أشارت المصادر الى انه على مستوى النقد الاجتماعي لدور بكركي، فإن كل المؤسسات المارونية تقوم بكل ما في استطاعتها وتضطلع بدور ريادي على مستوى تقديم المساعدات الاجتماعية في كل المناطق المسيحية. وحتى اليوم، لم تسجل اي شكوى في حق اي مدرسة ولا مستشفى من المؤسسات التابعة للكنيسة، فلم يطرد تميذ، ولا مريض.
وأشارت المصادر الى ان الهجوم العوني على البطريرك الراعي ناتج عن تمسكه بثلاث ثوابت:
اولا، على المستوى الداخلي، التمسك بـ « اتفاق الطائف » وصيغة العيش المشترك وسيادة لبنان واستقلاله.
ثانياً، العلاقات مع المجتمع الدولي والعالم العربي- حيث يعتبر الراعي ان الحاضنة الطبيعية للبنان هي علاقاته التاريخية مع العالمين العربي والغربي، ولا مانع لديه من اي انفتاح على اي دولة شرط ان يكون ذلك على حساب علاقات لبنان التاريخية.
ثالثا، الخلاف العقائدي، مع نظرية المسيحية المشرقية، فالكنيسة المارونية هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية الجامعة منذ اكثر من 1200 سنة، وهذا ما يتناقض مع نظريات جبران في المسيحية المشرقية.
وتضيف المصادر القريبة من بكركي ان « المتأيرن » جبران باسيل وفريقه خائفون من جولة البطريرك الراعي المقبلة التي ستقوده الى كل من الفاتيكان وجمهورية مصر العربية وجامعة الدول العربية والامارات العربية المتحدة، والدعم الذي سيحشده لمبادراته في « تحرير الشرعية » و« حياد لبنان الايجابي الناشط » فضلا عن « المؤتمر الدولي لحماية لبنان وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ».
وفي سياق متصل اشارت المصادر ان البطريرك كان جازما مع باسيل حيث اكد استمراره في تصعيد مواقفه وان لن يتراجع عما بدأه منذ حوالي العام.
وان البطريرك والكنيسة ومجلس المطارنة الموارنة متمسكون باتفاق الطائف
وتضيف ان البطريرك طالب باسيل بوقف العمل على تدمير المؤسسات مبديا تخوفه من تكرار تجربة القاضية غادة عون في التمرد على القانون والقضاء، وسأل البطريرك « الا تخشون ان تتحول غادة عون الى سابقة يمكن ان تتكرر مع اي قاض ثاني من طائفة أخرى يجيشّ انصارا ويعمل على اقتحام مبان خاصة ومؤسسات »؟
وأضاف، ألا تخشون من ان تنتقل عدوى المرد الى مؤسسات امنية وربما الجيش؟
وخاطب باسيل قائلا : اوقفوا تدمير المؤسسات انتم تتحملون مسؤولية انهيار الدولة وتدمير مؤسساتها.