انتشرت في بعض شوارع طهران القوات الخاصة لمكافحة الشغب، بعد الإعلان عن وفاة نور علي تابنده شيخ إحدى أكبر الطرق الصوفية في إيران (الطريقة الغوناباديّة) الثلاثاء في مستشفى في طهران عن عمر يناهز 92 عاما.
وتوفى “تابنده” في مستشفى مهر الذي نقل إليه في 31 أكتوبر الماضي. وكان “تابنده” تحت الإقامة الجبرية بعد موجة احتجاجات نظمها مريدوه وهزّت إيران لفترة قبل أن تتدخل السلطات وتخمدها بالقوة قبل عامين تقريبا. وقال مراقبون إن انتشار القوات الخاصة له علاقة بالوفاة، حيث تخشى السلطات من تظاهر أنصاره الذين يتهمون النظام الإيراني بالتضييق على شيخهم وعلى أنشطة الصوفيين الغوناباديّين منذ سنوات.
و”تابَندِه” المعروف أيضا باسم “مجذوب علي شاه”، شيخ طريقة “نعمة الله” الغوناباديّة، إحدى أكبر الطرق الصوفية. وقد نشأت في مقاطعة خراسان في شمال شرق إيران، لكنها منتشرة في المدن.
وكان تابنده طالبا في الأدب الفرنسي والقانون وحصل على الدكتوراه في باريس في خمسينات القرن الماضي قبل العودة إلى إيران. واعتقل عدّة مرات خلال مسيرته، فيما اشتبك أنصار طريقته مرارا مع قوات الأمن الإيرانية.
وفي 5 مارس 2017، نشر تابنده مقطع فيديو يؤكد فيه أنه يخضع للإقامة الجبرية، فيما اتهمت هذه الطريقة الحكومة الإيرانية بمضايقة مريديها وممارسة التمييز بحقهم. وفي فبراير 2018، قتل خمسة من عناصر الأمن وتم اعتقال أكثر من 300 شخص في احتجاجات لأنصار “تابنده” في شمال طهران. واندلعت التظاهرات حينها للاحتجاج على توقيف أفراد من الطريقة الصوفية وعلى مساعي الشرطة لإقامة نقاط تفتيش أمنية حول منزل تابنده.
وتشير سيرة “تابنده” إلى أنه شغل عدة مناصب منها نائب مدير وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران ومدير منظمة الحج. وشغل أيضا منصب نائب رئيس وزارة العدل في حكومة مهدي بازركان رئيس الحكومة المؤقتة عقب الثورة الإيرانية في العام 1979.
وتعرض الغوناباديّون في السنوات الأخيرة إلى مضايقات شديدة من قبل السلطات الإيرانية فقد تم اعتقال العشرات من الصوفيين في قم وشيراز وأصفهان وطهران وبيدخت التي تعد معقلا لأتباع الطائفة الصوفية في إيران.
وفرضت السلطات الإيرانية قيودا على تحركات نور علي “تابنده” ووضعته في فبراير تحت الإقامة الجبرية. وفي 26 أغسطس الماضي نقلته من منزله في طهران إلى مسقط رأسه في مدينة “بيدخت”، ما دفعه في نوفمبر للدخول في إضراب عن الطعام.
إقرأ أيضاً:
لقد اعتذر المرشد.. ولكن: النظام يتحرّش بالصوفيين
دهسهم محتجّون بواسطة حافلة: مقتل ٣ ضباط شرطة في طهران
إعترافاته انتُزِعَت بالتعذيب: طهران أعدمت “الصوفي” البريء «محمد ثلاث»!